أبصرتُ في الآلامِ ما لا يُبصَرُ
ورأيتُ مَن نزفوا ولم يتغيَّروا
.
أنا مِن بلادٍ تعجِنُ الشٌّعراءَ تُنضِجُهُم
بدمعتِها ليَنبُتَ سُكَّرُ
.
وهي التي اقتسَمت ومريمَ طهرَها
جرحٌ خرافيٌّ وصبرٌ أخضَرُ
.
في الأرضِ
آلامٌ تُعطِّرُ ذكرياتِ النَّهرِ
منها الصّابرونَ تَعطَّروا
.
ظلٌّ، وشارعُنا القديمُ
وسعلةُ الرَّجلِ العجوزِ
وواقعٌ متعسِّرُ
.
أنشودةٌ خرساءُ، لحنٌ ناقِصٌ
وفمٌ يقطِّبُهُ زمانٌ أغبَرُ
.
البحرُ؛ غيرُ البحرِ
بحّةُ جدَّتي
ليست كأمسٍ
كلُّ حلمٍ أصفَرُ
.
يأتي النَّهارُ ليشهدَ استجداءَنا الأمسَ النَّقيَّ
فيستديرُ ونُكسَرُ
.
لامُوا فتًى في التِّيهِ يجمعُ ظِلَّهُم
فتفرَّقُوا يا قلبُ كيفَ يُفسَّرُ؟
.
أمٌّ
وأربعةٌ صغارٌ حولَها
ضلُّوا وكم قاسُوا معًا وتضوَّروا
.
ووصيّةٌ ثكلى، تؤنِّبُ ذاتَها
مثلَ الحُسينِ بكربَلا لا يُنصَرُ
.
تدمَى، ولا تجِدُ المُحِبَّ
وبعدَ أن قُتِلت
أتَى النّاعُونَ لم يتأخَّروا
.
قشتالةٌ أخرى بغزّةَ كُلَّما نبشُوا الجراحَ
ترى العزيزةَ تصبِرُ
.
في كلِّ نهرٍ يعرُبِيٍّ دمعةٌ تدعوكُمُ باللهِ أن تتأثَّروا
.
هذا أنا
حلْمٌ يُغيِّرُ جِلدَهُ هذا
لأنَّ العاشقينَ تغيَّروا
.
سأضيءُ من جرحي، الغدَ الكونيَّ
فاقترِبُوا حواريِّينَ يا أهلُ احضُرُوا
.
لا جُرحَ يبقى الدَّهرَ
فاجتمِعُوا يَدًا
تنمُو ندًى يُحيي الزَّمانَ ويُزهِرُ