مرثية إلى روح الشاعر/
د. أحمد البهكلي رحمه الله..
يا رَبُّ حزنُ الأربعاءِ مسافرٌ
وطويلةٌ أيامُها أحزاني
مات الشذا، ماتت أزاهير الرُّبى
وغدتْ بلا معنىً حروفُ بياني
الروحُ في وجعِ الرّحيلِ كليلةٌ
والبوْحُ مخفورٌ وراءَ لساني
ما للقصيدةِ لا تُكَفْكِفُ أدْمُعِي
وترِقُّ لي في أضلعٍ وجَنانِ
جاءتْ مبلَّدةَ الشُّعورِ هجينةً
ومخاضُها ضَربٌ من الهذيانِ
ما عاد للقلبِ المعذّبِ سلوةٌ
وعرائسُ الإلهامِ في التّوهانِ
يا ساكبَ الألحانِ همساً ساحراً
نغماتُها تطفي جوى الحرّانِ
عهدي وعهدُك في قريبِ مداهُمَا
شعرٌ يحفُّ منابتَ الريحانِ
في طهرِ ساقيةٍ، وعفّةِ نسمةٍ
وجمالِ سوسنةٍ، وعطرِ جِنَانِ
أيغيبُ سحرُ الوردِ في أكمامهِ؟!
ويموتُ نبضُ الشعرِ في جازانِ؟!
وتلمُّ شمسُ العبقريةِ طيفَها
بشعاعِها المتألقِ الزهوانِ؟!
يا مشرقاً في الناس أزهى ما يَشِي
ألقٌ يشعُّ بنورِه الرُّوحاني
يزهو بوجهِكَ، والفضيلةُ نجمةٌ
لألاء من نسكٍ ومن إيمانِ
وجهٌ تشعُّ به السريرةُ كالضُّحى
ويشعُّ فيه ضميرُكَ الإنساني
يا بهكليَّ الشعرِ ذكرُك خالدٌ
ينسابُ في سمعِ الزمانِ أغاني
لا يستوي أهلُ النبوغِ ومعشرٌ
جهلوا الحياةُ محبةً وتفاني
الباقياتُ الصالحاتُ على الورى
تبقى مُخَلَّدةً مدى الأزمانِ
شعر / الحسين الحازمي
الأربعاء 1443/1/17هجرية