قصيدة ( نورُ الْحَبِـيب )
تفَتَّحَ ثَغْرُ السُّحْبِ بالنُّورِ في الْمَدَى ** ولَوَّحَ كَفُّ الْبَرْقِ في الأُفْقِ مُصْعِدَا
.
وَعَانَقَ طَيْفُ النُّورِ طَرْفِي بِطَرْفِهِ ** فَلَاحَ لِعَيْنِي الطَّيْفُ دُرًّا مُنَضَّدَا
.
ومَا نُورُكَ اللَّأْلآءُ يا سَارِيَ السَّنَا ** إزاءَ ضِياءٍ مِنْ مُحَمَّدَ قَدْ بَدَا؟!
.
لِمَدْحِ رَسُولِ اللهِ قَدْ صُغْتُ أَحْرُفًا ** تَغَنَّى بِهَا طَيْرُ السَّمَاءِ وغَرَّدَا
.
عُقُود سَنَاءٍ منْ ثَنَاءٍ تَأَلَّقَتْ ** وزَادَتْ ضِياءً إذْ ذَكَرْتُ مُحَمَّدَا
.
تَتُوقُ إلَى رُؤْيَاهُ روحِي ومُقْلَتِي ** كغَرْسٍ يرومُ الْمَاءَ والنُّورَ والنَّدَى
.
رَفِيعُ مَقَامِ الذِّكْرِ والْعِزِّ والعُلَا ** وبَدْرُ تَمَامِ الرُّسْلِ قَدْ جَاءَ بَالْهُدَى
.
بِهِ الدِّينُ دِينُ اللهِ تَمَّ مُكَمَّلا ** وَصَارَ بِخَيْرِ الرُّسْلِ صَرْحًا مُشَيَّدَا
.
فَأَخْرَجَ مِنْ لَيْلِ الضَّلَالَة ِأُمَّةً ** دَعَاهَا إِلى النُّورِ الْمُبِينِ وَأَرْشَدَا
.
مُحَمَّدُ يَا نُورًا أَطَلَّ عَلَى الوَرَى ** لِيَمْحُوَ لَيْلًا حَالِكَ اللَّوْنِ أسْوَدَا
.
صَدُوقٌ أَمِينٌ ذاعَ في النَّاسِ فَضْلُهُ ** رَؤُوفٌ رَحِيمٌ أَكْرَمُ النَّاسِ مَحْتِدَا
.
جَوَادٌ كَأَنَّ الْخَيْرَ مِنْ فَيْضِ كَفِّهِ ** سَحَائِبُ غَيْثٍ جَادَ بِالْخَيْرِ والْجَدَا
.
وَإنْ سَارَ في أرْضٍ أنارَ رُبُوعَهَا ** وَ أهدَى إليها الْمِسْكَ إن رَاحَ أوْ غَدَا
.
إذَا مَا ادْلَهَمَّ الأَمْرُ أوْ ضَلَّ رَأْيُهُمْ ** أتَوْهُ فَأَلْفَوْا مِنْهُ رأيًا مُسَدَّدَا
.
وَتَحْمِيهِ مِنْ حَرِّالْهَجِيرِ سَحَابَةٌ ** وَ يَهْفُو إلَيْهِ الْجِذْعُ بالدَّمْعِ مُسْهَدَا
.
وَرَايَاتُهُ الغَرَّاءُ تَهْتَزُّ فَرْحَةً ** تُعَانِقُ جَيْشًا حَازَ للنَّصْرِ مَوْعِدَا
.
وَزَلْزَلَ أَهْلَ الكُفْرِ والشِّرْكِ سَيْفُهُ ** وَصَانَ حِمَى الإِسْلامِ مِنْ صَوْلَةِ الْعِدَى
.
وَطَيْبَةُ بِالْمُخْتَارِ طَابَتْ وَأَشْرَقَتْ ** وَمِنْهَا لِوَاءُ النَّصْرِ قَدْ لاَحَ في الْمَدَى
.
وَمِنْ حَوْلِهِ صَحْبٌ كِرَامٌ كَأَنَّهُمْ ** كَوَاكِبُ نُورٍ أَلْفَت الْبَدْرَ مَوْرِدَا
.
هَنِيئًا لَهُمْ نُورٌ يَقُودُ خُطَاهُمُ ** و يَا سَعْدَ قَوْمٍ نُورُهُمْ كَانَ أَحْمَدَا
.
وَسَيْفُكَ لَمْ يُرْفَعْ لِجَوْرٍ وَلَا أذًى ** فتَحْتَ بِنُورِ اللهِ ما كانَ مُوصَدَا
.
فإِنْ جَمَحُوا بِالظُّلْمِ رَدَّ مُهَنَّدَا ** وإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ مَدَّ لَهُمْ يَدَا
.
سَلُوا مَكَّةَ الغَرَّاءَ عَنْ يوْمِ فَتْحِهَا ** أَمَدَّ النَّبِيُّ السَّيْفَ أَمْ كَانَ مُغْمَدَا؟!
.
وَسَاوَيْتَ بَيْنَ النَّاسِ كلٌّ لآَدَمٍ ** وَ قَبْلَكَ كانَ النَّاسُ عبْدًا وَسَيِّدَا
.
كَأَسْنَانِ مشْطٍ قَدْ تَسَاوَتْ رُؤُوسُهُ ** تَسَاوَوْا وَ كَانَ الْمشْطُ قَبْلَكَ أدْرَدَا
.
فَأَنْصَفْتَ مظْلومًا , و رَوَّيْتَ ظَامِئًا ** وأَعْطَيْتَ محرُومًا, ودَاوَيْتَ أَكْبُدَا
.
وَيَا سَيِّدِي مَاذَا أقولُ لِأُمَّةٍ ** بَدَتْ كَغُثَاءٍ سَاقَهُ السَّيْلُ مُزْبِدَا ؟!
.
تُحِيطُ بِهَا الْأَخْطَارُ منْ كُلِّ جَانِبٍ ** وَتَرْنو لهَا الأَعْدَاءُ بالغدْرِ رُصَّدَا
.
وَفِي هَدْيِكَ الوَضَّاء طَوْقُ نَجَاتِها ** وَمشْعَلُها في كلِّ لَيْلٍ تَلَبَّدَا
.
عَلَيْكَ صَلاةُ اللهِ مَا دِيَمٌ هَمَتْ ** ومَا أشْرَقَتْ شَمْسٌ ومَا طَائِرٌ شَدَا
__________