يَا صَاحِبي
أَخذُوا مِنكَ الحياةْ
وَ تَظاهَرُوا في السُوحِ حتّى يأْخُذُوا مِنكَ النَفَسْ....!
مَاذا بقى كَي يأْخُذُوْا ؟
لَا شيءَ يَا صَاحِبي إلَّا النَفَسْ
وَ لِذاْ فهم نَذروا السَّبيلَ لِكي يموتوا...كَي يموتْ
أَخَذوا جَمَالَكَ مِن عيونِكَ ، مِنْ يديكْ
حَتّى تَكونَ بلا كِيانْ
حَتّى تَكونَ أَعمى البصيرةِ و العِيانْ
دَفنوكَ من بَعدَما صِرتَ الحياةْ
دَفنوكَ حيث ذبابُ أَحياءِكُم يُصانْ
دَفنوكَ في حُفرِ الزَّمانْ...
وَ لوى الجَّميعُ دماءَهم حُزنََا عَلَيكْ
لَكن بلا جدوى لَقد دَفنوكَ هُناكْ
دَفنوكَ و همْ فَرِحونَ،
يَرقُصُ زورُهم فوقَ القُبُورْ
هَا همْ و قد سَرقوا الفِراشْ...
سَرقوا البراءةَ مِنكَ،
ثُمَّ تَفاوَضوا كيما يُغيّبوا صَوتَكَ الباقي الشُجاعْ
سَرقوا رغيف الجائعِ الحيرانِ في دجى العَوَزْ
وَ انْهالَ واحدُهم عَلى بَاقي النَفَسْ
فَتَظاهروا في سوحِهِم ،
نَاموا مساكينََ عَلى أرضِ الفراتْ
جَاءتْ أوامِرُهمْ ،
وَ حانَ الوقتُ كي يَقْتِلوا و يَقْتلِعوا الهواءَ و الروحَ فيكْ
لِنقولَ يرحّمُكَ الرّحيمْ
وَ يعود بعدَكَ كلُّ شيءٍ ما عَداك !