لا يعرف من أين انبعثت نغمة حوله ترجع لزمن بعيد مضى ـ لامست النغمة روحه
فاكتسى وجهه حمرة الانفعال والتذكر.
اندس تماما في السرير، متمددا مطبقا عينيه ليرسو في مرافئ الأحلام، وراح ينصت بصفاء
إلى صوت الموسيقى فكأن الطبيعة بكل ما فيها مترعة بأنغامها.
وارتسمت صورتها أمام عينيه فاختلج، وقد تناوبت عليه موجات من الارتعاش والارتعاد
والألم .. استغرق تماما في شروده. الأنغام فتحت باب الذكريات فهبت نسائم حملت عبق
روحها فأشعلت نار الشوق من جديد وكان يحسبها قد خمدت.
يمرق بين صفوف الذكريات وقشعريرة تسري في جسده، ولسعة ظمأ لبريق عينيها تحرقه
يفرد أجنحة أحلامه، والحنين يلفه ويرهقه. يحتضن صورتها المكللة بالشريط الأسود وقد
تناثرت دموعه.