الفاضل
أبو دعاء
النيسان في حد ذاته نعمة عظيمة بقدر ما تكون حالة مزعجة للكثير من الناس
... ولذا النسيان لا يرتبط فحسب بنسيان بالمعلومات أو المعرفة
، فهو يشمل العاطفة والوجدان ..
. ولأن النسيان يقتح آفاقاً أخرى لحياة أطيب .
وكما قد يكون التذكر أو الحافظة القوية لشخص ما فهي إزدواجية
... عظيمة من جوانب ومؤلمة من جانب آخر ..
ولهذا تتفاوت الشخصيات أو بالأصح ذاكرة الإنسان ..
. فأنا مثلاً عندما أنظر صفحة الإنترنت يشدني التذكر إلى تذكر الأصدقاء والأخوة الأعزاء ...
ولا يعني بالضرورة أني لا أذكرهم عندما أكون بعيداً عن الإنترنت ..
. فالشيئ الجميل والكلمة الصادقة هي المعيار في رسوخ هذه العاطفة النبيلة ..
. وهي بالمثل عندما يتعرض واحد ما إلى حادث مؤلم أثر في نفسه فبمجرد أن يرى نظرة خاطفة يتذكر الحدث بأكمله وبتفاصيله ..
بالرغم أنه نسيه تماماً ولكنه ما زال محفوظاً إلى أن يتم استعراضعه في وقت ما تستدعي الحاجة .
وأنا مؤمن أن المجال العاطفي لا يمكن نسيانه بسهوله وإن ادعى واحد منا ذلك .
.. كتعلق زوج بزوجته المخلصة والحنونة ..
فكيف له أن ينساها وهي يراها في كل زوايا منزلهم وفي نسمات البيت ، وقس على ذلك
... أي ما كان له رسوووخ في الذاكرة وأبقاها بعمق يبقى ...
ومهما تكن طبيعة ما تخزنه الذاكرة سواء على الصعيد المعلوماتي أو الثقافي أو الوجداني وآخرها أرسخ ، وما أشد استغرابي عندما نجد أن المسلمين يتناسون حقوقهم وواجباتهم تجاه الخالق المولى ... ويحلفون بالأيمان المغلظة أنهم ينسونها .
أشكركم على امتاعنا بهذه المعلومات الرائعة .
مع أعذب التحايا القلبية وأصدقها