يومً تكونُ بلا وجودكَ ها هنا
لا شيءَ تملأهُ سوى قبرٍ بليد
يمحوكَ عالمنا، فلا الذكرى تعيدك للوجودِ و لا البكاءْ
في حفرةٕ يومً تكونُ،
كأنّك العدم الذي لا يوجدا
لتعود للفوضى بلادك، تلك أصل الروح فيك
يومََ تكونُ بلا كيانٍ بل بلا اسمٍ،
تسير كنجمةٍ ضاعت مع السدم المضيئةِ في الفراغ
لا ملجئً يحميك من الاحزان ثانية
لا غصن ياسٍ كي يواسي غربتك لا ماءَ منه تستفيق،
و لا جريدةُ ساعةٍ تعطيك موجزُ ما حدث
ستضيع يومً لا محال و لذالكَ كن من تشاء
و اعزف على نغم الحبيب
و احذر لحن الندم
و اخلص لمن يأويك، و افديهِ بروحك في البقاء
و كما تريد فكن،
فلست الخالد في عمرٍ مليءٍ بالشباب
ستكون ذكرى عابرة
و سبيلك النسيان في فوضى البشر
و لأنك الذكرى تمادى في خلودك حاضرا
و لأنّ موتُكَ لا محالَ فعشْ حياتكَ للخلودِ مقاتلا
أما هذا العشق و لهف الحب فيك
هو للفناء مع الوجود
هو للخيال مع العدم
أما الحياة مثل المجرد لا صفات لها
مثل السنونو قد تغادر ثم تأتي و أنت لا تدري
مثل الأساطير القديمة رائعةٌ في وهمها
لكن أنا سأقول : إنّ حياتنا ذكرى الشعور
هي قد تكون هي
قد تكون خوفّ و حبٌّ هائجٍ يغزو الوغى
قلقٌ، ضياعُ في احتمالات الهوى
فتذكّر اليومَ الذي قبّلت فيهِ من تحب
أو يوم كنت على الرصيف بلا أمل تبكي عليكَ و تنتحب
و تدور في فكر مكتئبٍ سقيم
فتذكّر و ابكي مرّةً أخرى و حسب
إن الحياة لقبرنا
قبرً و نحن الذكرى لهّ