يقظةٌ وأشلاءُ حلمٍ
تعبتُ من نثرِ الملح فوقَ أغوارِ النّفسِ النّازفةِ من بلاهةِ النّقيقِ
ألم أقل لك أنّي أتأفّفُ من ثرثرةِ الغربانِ ونعيقِ البومِ ؟!
أتعلمُ أيُّ ريح سمومٍ نفثتَ على كوامنِ النفسِ في خافقي المكلومِ ؟
أتعلمُ أنَّ أعاصيرَ همسكَ أجّجتْ صيحات ورقص وصراخ العبيدِ القابعين في أتونِ الجحيمِ وأرهقتْ رهيفَ السّمعِ في ساعةِ العسرةِ وأفرحتْ الشامتين ؟!
أيُّ ريحٍ هذه وأيُّ هبوبٍ تحجبُ غبار زوابعهِ الرؤيةِ وتستدرُّ الدّمعَ وتورثُ القهرَ وتحبسُ الغيثَ عن الظامئين ؟!
أتدري أنَّ ريحَكم العقيمة أمطرتْ مطرَ السَّوءِ وأنبتتْ أشجاناً لا تهدأ ولا تستكين وأورثتْ في الصّدرِ غصّةً وأجّجتْ في النّفسِ مرارةً لا تهادن أو تلين ؟
أشلاءَ حلمٍ تبعثرتْ ولم يتبق للأملِ في يبابِ العمرِ من بابٍ للولوجِ إلا وقد هدمته ريب المنون