الحبيب الدكتور سمير:
طلبتها إليك وكنت أعلم يقينا أنك فارسها الذي يمتطي صهوة الحرف ليبز الكبار ، وقد كنت وما زلت أهيم بمالئ الدنيا وشاغل الناس ، وأهيم بالعمري شاعرا وإنسانا ومليكا للشعر ، لا لأنه عارض المتنبي ، بل لأن المتنبي يشرف بأمثالك أيها السامق..
كنت أود أن أكون أول المارين عليها ، ولكن حالت دونها إجازة قضيتها بين أهلي في سوريا ، ولكن هاتف الخير أخبرني بها ، فشعرت بأن الإجازة حجزت عني أمواج حبك التي أراني أصغر بكثير من حروف نقية سامقة خطها قلم مليك الشعر .
أحاول أيها الكبير أن ألملم من عيوني كل رغبة بالبكاء ، وأنا أدرك تماما أن كل حرف في درتك يشعرني بالفخر بك شاعرا كبيرا ، فأختزن الدمعة وأجففها ، وأرفع رأسي بك ، وقد فرحت بها كطفل ، ولم أعلم أنك تنوي أن تغفر لي حتى الغياب حين ناديتني بها.. بربك قل لي كيف أراك وأستطيع كل شيء إلا أن أحبك؟؟
أيام قليلة في العدد مرت على لقائنا الأخير ، ولكنها الدهر بأيامه كلها ، وقد حاولت أن أجد متسعا من حرف ألتقي به مع رائعتك ، ولكن هيهات لمثلي أن يجاري مثلك ، فحروفك أصابت ذاكرة حروفي بالشلل لتتركها كثوب جف تحت لهيب شمس حقيقة طال الإنكار لها ، ولكن ثق بأن جفاف حروفي لا يعني جفاف الروح التي سمت بك وبكلماتك ..
بربك قل لي : كيف تتحول الحروف إلى كائنات تتحدث وتنتقل وتسمع خطواتها ، وأنفاس همسها بين يديك؟؟!!
بربك قل لي : كيف تسقي أزاهير قلبك لتعبق بها حروفك؟؟!!
ولكن ليس لي من كلمات أهمس بها في أذني إلا عبارة: ( كن هو يا سلطان)
دم كبيرا ومليكا متوجا أيها السامق، واعذر قصور حروفي عن مجاراة سمو حروفك.
أشكر كل من مر ليتوجني بذكر حميد.