المقولة الثالثة
التقعيد العلمي والتنظير الفكري
سعد عطية الساعدي
الجزء الأول
أولا .. التقعيد العلمي ..
لما للتقعيد العلمي والتنظير الفكري علاقة ترابطية لا يمكن فصلها وإن بالخصائص الخاصة لكل منهما من كون التقعيد الغرض منه إنجاح التنظير وكذلك التنظير هو أساس مبني على التقعيد العلمي حيث تنظير بلا تقعيد لا يمكن أن يثبت ويصمد أمام النقد والتشعب والحوز على الإذعان العقل بعد القبول به كونه تنظير علمي أو فكري له سند قواعدي متين .
أولا .. التقعيد العلمي ..
إن مسألة التقعيد العلمي هي ليست بالسهلة حين إيجاد وبناء آي قاعدة علمية رصينة بل هي ركيزة علمية ومن ناتج جهد ذهني مركز من أجل الحصول على ناتج علمي قواعدي نافع يشار له بالأهمية وهو من خلال جهد عسير بعد حصول وتوفر الخبرة العلمية والملاحظة الدقيقة الفكرية وعليه أن قبول أية قاعدة علمية أو منطقية لابد وأن تحوز على عدة شروط مهمة وأساسية وهي:
الشرط الأول :
أن لا تكون محدودة في مجال ضيق لا تتسع كما تتسع القاعدة المعتمدة بالدلالة والتطبيق والناتج الصائب .
الشرط الثاني :
أن لا تكون آنية وظرفية ينتهي دورها وتنتفي الحاجة لها في مسألة ما أو غرض محدود فتكون محدودة لا تفي بالغرض القواعدي ولا تصلح له كقاعدة علمية منطقية .
الشرط الثالث :
أن تكون مستمرة فاعلة لا تنتهي الحاجة لها فيما حكمت قواعديا .
الشرط الرابع ..
أن تكون مرتبطة بجذر أو أصل حقائقي يحتم لها الحكم القاعدي ويفرضه فرضا علميا حقيقيا لا يدحض .
أن البناء والتقعيد العلمي هوضرورة علمية ومعرفية فكرية تنظيرية مهمة كون التقعيد هذا هو لتنظيم أفكار الذهن وتنميتها موضوعيا ضمن حاكمية الصواب القواعدي والذي يختصر الكثير من الجهد و الملاحظات والتقويمات الذهنية والموضوعية الفكرية والعلمية أذن التقعيد هو بهذه الضرورة والقيمة التصويبية للطروحات العلمية والأفكار التنظيرية كونه قيود منطقية نافعة تصوب مسار الذهن نحو الاستدلال الصائب