....
رثاء حبي الاول
معينُ الشعرِ ما نضبَ ولكن
يحولُ بيننا كثرُ الرزايا
نصيبي منها كان فقدُ أُمي
وتلكَ لعَمري جَالبةُ المنايا
كأنَ الأرضَ ما انشَقّتْ للحدٍ
لتدفنَ فرحةَ حيٍ سوايا
أُحبُّ مَنْ أحَبتني صغيراً
و يؤلمُِها ويُبكيها بُكايا
تؤدِبُني ولا تقسو عليَّ
كأني قد خُلقتُ على هوايا
جمعتُ إخوتي مِنْ بَعدِ أُمي
و ناديتُ ولم يُسمعْ نِدايا
كأنَّ بموتكِ خُطِفَتْ أُخوه
ويعلمُ ربي مكنونَ النوايا
وتُهتُ الدربَ حين غِبتِ أُمي
كأني قد خُلقتُ على عمايا
ويفنى الكونُ والناسُ جميعا
ويبقى حُبُك ِ منهُ بقايا
أنا يا أُمي مسكونٌ بحبٍّ
أواري بعضهُ بينَ الحنايا
إله الكونِ والناسِ جميعا
بعفوِكَ يا كريمُ أجِبْ دُعايا
وشَفّعْ فيها يومَ الحشرِ أحمدْ
فيومُ فِراقُها حُرِقَتْ جوايا
إلهي اسقيها مِنْ حَوضِ نبيك
وكُفَّ عنها يا ربُّ الخطايا
إلهي استُرها والناسُ عرايا
وأدْخِلها جِنانكَ يا رجايا