قم مثلما العنقاء
من دفتري العتيق
" لم يتحسّن شيء وما أشبه اليوم بالبارحة"
***********
أيّوبُ صَبْرُكَ عنْكَ مغْتَرِبٌ
............................أوْدتْ بهِ الأحْداثُ فاضْطَرباَ
ما عادَ في الميْدانِ مَنْزِلهُ
..............................بعدَ انفِضاضٍ بتَّ مُغْتَرِبا
أسرجْ خيالَكَ وامتَِطِ الشُّهُبا
...........................واكبحْ جماحَ الضَّيْمِ مُنْتَصِبا
وارفعْ يمينك للسَّماءِ.. لقدْ
...........................بلَغَ الزُّبى سيْلُ الخَنا صَخَبا
اجمحْ إلى العَلْياءِ مقتَدِرا
............................إن العُلا للشُّمّ قد نُسِبا
فالناسُ في هرَجٍ وفي حَرَجٍٍ
..........................نُكِبوا بأوْثانِ الهَوى غُــرَبا
لوْ أنَّهم أبناءُ جلْدتِنا
......................ما ساوَموا في الحقِّ مُنسَلِبا
أو بدَّلوا بالجدِّ ثرْثَرةً
........................وتَوَهَّموا صُفْرَ الثَّرى ذهَبا
طارَ الحَمامُ ولا حَمامَ لهم
..........................إلا حِماماً فوْقَهم نُصِبا
يا سائِلي عَنْ كوْنهمْ عَرَبا
.....................همْ ضيَّعونا فاسأَلِ العَرَبا
قمْ أيُّها المغوارُ ملتهِبا
.................واقحمْ سوادَ الليلِ مُحْتِسبا
خلِّصْ ضُحاكَ من الدُّجى فلقدْ
.....................آن الأوانُ فوَفِّهِ الطَّلَبا
وأعِدْ لشمْسِكَ سُطْعَها، وأعدْ
....................للأرضِ بالبتّارِ ما سُلِبا
حطمْ قيوداً ذَلَّ صانعُها
................رغمَ السَّرابِ وعشْ لهُ رجَبا
أَرِهِ الهَوانَ وَكُنْ لَه عَجَباً
.....................حرِّرْ جَليلَ الرُّوحِ والنّقَبا
القدْسُ في النِّسْيانِ قد صُلِبتْ
.....................هل عاثَ صالِبُها بِها لَعِبا ؟
وتلعثَمَ «الأبْرارُ» حينَ بكتْ
.......................فتدابَروا وتفرَّقوا شُعَبا
أمْ أنهمْ بالصَّلْبِ ما اعترَفوا
.................وتَشرْنَقوا في «ذاتِهمْ» هَرَبا
قُمْ مثلما العنْقاءُ منْتَفِضاً
................فمنَ الرَّمادِ إلى الذُّرى غَضَبا
ما عادَ في الأيامِ متّسَعٌ
.............فالقدسُ تُسْبى والبُغاثُ صَبا
فاجلبْ بنارِكَ غارَةً بلظىً
...............تدْمي العِدا وتُذِلُّ مُغْتَِصبا
( أحذ الكامل)
٢٠١١