ما عدتُ أعرفُ أينَ ترسو رحلتي
وبأي أرضٍ يستقر ركابي
أنا متعبٌ وأُخُوَّتي تعبتْ معي
والحبرُ جف فهل يحين إيابي؟
لا الشعرُ أشعرني بتوبةِ موطني
ولأفرح الأوطانَ يوم غيابي
لا صرت أستاذاً يعلم شعبهُ
درس الخلاصِ ولاتتلمذ ما بي
لا أثمرتْ سبلَ العناءِ عداوةً
ولا أسرجتْ خيل الوداد حبابي
لا العَوْدُ يفرحني ولا أشجانهُ
مثل الغبار وكالضباب عذابي
وكأنهم طمعوا برفعة ما رَجَوا
دفن الرجاء بمعولِ الأصحابِ
ما أرخص الإنسان في أوطانهِ
قلب رؤومٌ ولا مشيبُ شبابي
بل أرخصَ الانسان صنعُ أحبة
راموا النجوم ودونما أسبابِ
حشدوا لتحتدم الكروب فنتقي
ونضيقُ من نكران كل صواب
طلب المحال جريمة بمحاله
مثل الكمالِ يضِن بالأحباب
لو أنهم تركوك حين تركتهم
وتركت ملكك عندهم برغابِ
لبلغتَ ذروةَ دوحةٍ بمحبةٍ
من دونما وجع ولا اسهاب
لكنهم نزَقاً أثاروا سربهم
مثل الحمامِ إذا اهتدت بغرابِ
لا الشرقُ أشرق معلناً عن وجههِ
ولا أسفرتْ شمسٌ على الأعرابِ
قل لي بربك اين ترسو رحلتي
والحال مثل العومِ بين ترابِ
هائل سعيد الصرمي