(بحر الرنا) للشاعرة السورية رنا صالح هل هو بحر أم إيقاع؟
الشاعرة السورية رنا صالح شاعرة كبيرة ومبدعة ومتألقة من خلال قصائدها الكثيرة والتي تبدع وتتألق فيها لطالما اطلعت على العديد منها , وقد نشرت على صفحتها موضوع استحداث (بحر الرنا) مما حظي باهتمامي كالمعتاد فقرأت أهم دراستين عن (البحر) للدكتور عمر خلوف والدكتور محمود مرعي وهما أغنيا الموضوع بآرائهما , وسأثبت ما كتباه هنا. أما في الجزء الثاني فسأطرح رؤيتي من خلال ممارستي ومعرفتي المتواضعة.
كتبت الشاعرة رنا صالح:
مقدمة:
طالما رددتُ جملة استهوتني موسيقاها (فهيهات يا حبيبي يا حبيبي فهيهات) وهذه العبارة جعلتني أستلهم فكرة بحري الجديد من المضارع فعكست التفاعيل كما جرى للشاعر احمد مطر في قصيدته (ميلاد موت) حيث قام بعكس مجزوء الخفيف ليحصل على بحر المجتث فتولد لديه بحره الخاص (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن)
أهوَ الحبُّ أن أرى منيّتي في الأماني؟
الفكرة بدأت بأخذ الشطر الأول من بحر المضارع ثم عكست تفعيلاته في الشطر الثاني فنتج مجزوء المطرد ثم زاوجت بين الوزنين (المضارع ومجزوء المطَّرد) لِتلدَ لنا هذه المزاوجة بحراً جديدا ...
ويستخدم في هذا البحر الجديد ثلاثة ضروب :
الضرب الأول مفاعيلن
_ والثاني مقبوض مفاعلن
_والثالث محذوف مفاعي =فعولن
_مفتاح هذا البحر ووزنه:
عكست المضارعاتِ.. مشرفاتٌ شريفاتي
فذوقوا رضاب حرفي واطعموا شهدَ آياتي
بأبياتِ هاتِ شعراً .. هاتِ شعراً بأبياتِ
مفاعيلُ فاعلاتن.. فاعلاتن مفاعيلن
*******************
وسأعرض عليكم القصائد التي كتبتها على هذا البحر بضروبه الثلاثة:
_(القصيدة الأولى)
رَمت سهمَك الرماةُ وبِلحظ المها ماتوا
أتقتاتُ من فؤادي يا فؤادي أتقتاتُ؟!
أنا بالقصيد نشوى فاملؤوا الكأس أو هاتوا
أينجو صهيلُ حرفي أم ستغفو الحكاياتُ؟!
فلو تنطقُ المرايا لم تُفدنا المُداراةُ
ولو هُذِّبت سجايا ما توالت حماقاتُ
وإن تهوَ كسف نجمٍ ما كفى الكونَ هالاتُ
فلا ترتجي غِنىً مهما استدارت مساواةُ
إذا زانَ صبحَنا ضوءٌ تغارُ المساءاتُ (م)
فكيف استوى الهوى حتّى استقامت مَدارات؟! (م)
وكيف تُمحى الرؤى إذ باركتها النبوءاتُ؟!
فما خبا الحبّ في قلبٍ به الوِدُّ مشكاةُ (م)
*******************
_(القصيدة الثانية)
سلبت مني فؤادي ردّهُ يا حبيبُ رُدّ
لماذا تركت نجمي آفلاً للهوى يصدّ؟!
وكيف تبغي عروساً والزغاريد لم تُعدّ؟!
وما حاجتي لدفءِ الحبِّ مازالَ فيك برد
علام ترجو وصالاً وقميص الهوى يُقَدّ؟!
وشرفة القلب ترنو نحو نخلي فلا تهد
تعدّ الشهيق عدّاً لزفيري متى تعدّ؟!
فهل ألفت العطايا سُلفةَ العمرِ كي تُردّ؟!
وحقُّ لَاوْجاع فينا كلّ جزرٍ يليهِ مدّ
وقلتَ لي خاب ظنّي قلتُ بل خاب فيك ودّ
فإن كنتَ في حياتي صفعةً، كيف كنتُ خدّ؟!
سلِ التشابيه عني أو سلِ الشِبهَ أين ضد
لتبتكر فنّ وصلٍ أو دعِ الهجر يستبد
ظلالُ شوقي دنت لا تمسكُ الظلَّ كفُّ يدْ؟!
****************
_(القصيدة الثالثة)
سرى ركبهم بفلكي وانضوى تحت ملكي
فضُمّوا رفات صوتٍ للصدى حين نبكي
وقل للصباح يدنو من عبيرٍ ومسكِ
فصبّارُ شارداتي صانَ ورداً بشوكِ
وتاه الرشيد فينا والهوى محض إفكِ
فكيف استملتَ قلبي _ يا ابن قلبي _ليحكي
تفاصيل قصتي من سردِ دمعي وحبكي
هلِ استغفرَت خطايانا إذِ الهجر نُسكي (م)
وهل أُوثِقَت عُرا بَيني لتشقى بفكّي (م)
جريحُ الجوى حنيني والمُدى بالمَحَكِّ
غَدت للنوى دماءٌ قد أُسيلت بسفكِ
فذوّب حشا فؤادي وابتدئ منه سبكي
فإذ ما اهتدى لوصلي فاعلموا ذاكَ مُلكي
✍رنا صالح الصدقة
_أنهيت البحث وحررته بتاريخ ٦/٨/٢٠٢١
*******
وثيقة تسجيل (البحر)