في كل صباح ومع إشراقة الشمس الجميلة تخرج جماعة النمل وتذهب إلى مطبخ صاحب الحقل الذي يعيشون فيه، لتحمل ما تدخره من بقايا الطعام والسكر وغيره إلى جحرها، وكانت من ضمن الجماعة نملة تدعى "ميمي "، كانت ميمي تتذمر كثيراً من عملها، قائلةً: إلى متى سنبقى نحمل ذرات السكر الصغيرة إلى الجحر؟ لا ونحمل العديد من الذرات طوال اليوم، لقد مللت هذا العمل المتعب، وبينما هي تتذمر شاهدت مكعب سكر أعلى طاولة الطعام، فرحت به كثيراً وقالت: إنها فكرة رائعة، وأخذت تنادي على جماعة النمل، اجتمعوا، اجتمعوا هنا يا أصدقاء، لقد وجدتُ حلّاً مريحاً بدلاً من بحثنا عن بقايا الطعام وذرات السكر المتناثرة هنا وهناك، اجتمع الجميع فسألها القائد: ما هو الحل يا ميمي؟
قالت ميمي: انظروا هناك، أعلى طاولة الطعام، إنه مكعب سكر، سيريحنا كثيراً من البحث.
نظر القائد إلى مكعب السكر ثم قال: إنه كبير الحجم لن نستطيع حمله يا ميمي، ثم كيف سننزله من أعلى الطاولة؟
فردت ميمي قائلةً: لدي الحل، ستصعدون جميعكم أعلى الطاولة، وستدفعون المكعب ليقع هنا، ثم إن المكعب نصفه خارج الطاولة إذاً لن يحتاج منكم جهداً كثيراً لتسقطوه، إن اجتمعتم وتعاونتم، وأنا سأراقب سقوط المكعب لأراه أين سيقع، وبعدها يحمل كل واحد منا من المكعب على قدر استطاعته إلى الجحر.
فقال القائد: لربما انحرف المكعب وهو ساقط.
فردت ميمي: لا عليك أيها القائد سأراقبه جيداً، هيا لنبدأ.
صعدت جماعة النمل أعلى الطاولة وأخذت ميمي تراقبهم، فقالت لهم: هل أنتم مستعدون؟ أجابوا: نعم مستعدون.
فقالت لهم: ادفعوا، لكن ادفعوا المكعب بكل هدوء؛ لكي لا يبتعد.
أخذت جماعة النمل تدفع وتدفع المكعب، وأخيراً، سقط المكعب وفرحت جماعة النمل، لكنه انحرف عن مساره ثم سقط على الأرض، لكن روح ميمي صعدت إلى السماء.