رحلة حتمية
كم كنـت في عهدٍ مضى رومـنسي
بالـلـه عـــودي يـا لــيـالــي الأُنـسِ
يومي يعـذبني و يخـشى من غدي
خـذنـي إلـيـك و ضمنـي يا أمـسي
قـل للـهـمـوم قـتـلـت قـلـبـا لـيـنـا
قل للـغيوم حجبت ضـوء الشمـسِ
قد عشت حـرا كالصقـور و صادني
بشـرٌ و صـرت كبلبلٍ فـي الـحبـس
أبـكي فـيـطرب حـابسي و عـيـالـه
وإذا صمـت فـسـوف أقـتل نـفسي
و البـاب مفتـوحٌ و سجني داخـلي
أقسى سجون الأرض سجن اليأسِ
آوي إلـى الـركـن البـعـيـد بـغـرفتي
كـتبـي جـهـازي مكـتبـي و الكرسي
و الـذكــريـات تـريـحـنـي لــكـنـهــا
وهــمٌ يـهيـم عـلـى غياهب حدسي
و حـديقـتي جيـش الحيـاة احتلهـا
مـحـتـلـةٌ يـا روح مـثـل الـــقـــدسِ
لــكـنــهـــا مـنـصــورةٌ بــرجــالــهــا
و أنـا كـمـا بـاقـي الـيـتـامى منسـي
لــم تـبـق لـــي إلا ابـتسـامـة نــادلٍ
أو ضــحــكــةً كــذابــةً بــالــكــأسِ
عُــذريّ أنـت فـمـا وقـوفـك هـاهـنا
أغـمـد حـسـامك أنت لست بعبسي
عـد للـسـلام دع الـحيـاة و حربـهـا
و ابـحــر لآخــر آخـــر الأطـلـنسـي
أنا إن رحـلـت فـلن تحـس بـغيبتي
ستظل تشرق في الصباح و تُمسي
صـعــبٌ عـلـيّ بــأن أعـيـش كـآلـةٍ
لـلـشــرب أو لـلـــزاد أو لـلـجـنـسِ
مـهـمـا حـلمـت فـلـن أعـود لأمـسِ
هــي رحــلـــةٌ حـتـمـيـةٌ لـلــرمـسِ
يـا رب هــب لـي من لدنك مخرجا
و اعـصـم فؤادي يا رحيم بخمسي
شهريار