في كلِّ الأمم عندما تهنُ عزيمةُ أبنائها
وتُحتل البلاد من الغزاة والطّامعين
نجدُ المدافعين والمنافحين عن أوطانهم وأبناءِ جلدتهم
ولسنا بمعزلٍ عن هذا .
فهاهي الأديبة المبدعة ايقونة فلسطين جهاد بدران تسطر أروع الأمثلة في الجهاد من خلال قلمها الماسي وحروفها التي قدت من نور
وكبقية الأمم نجدُ من ابناء جلدتنا الأراذلَ والمتخاذلين والمتعاونين مع أعداءِ الأمّةِ طمعاً بثمنٍ بخسٍ وطمعاً بعَرضٍ زهيدٍ من الدُّنيا الفانيةِ .
عندما يُنزعُ الإيمانُ من صدورِ العامةِ والحكامِ والحكماءِ والخيرةِ والمثقفين وتستكينُ الأمّةُ ... يسلطُ اللهُ عليهم ولاةً من أراذلهم يسومونهم سوء العذابِ و رويبضةً لا يخافونَ اللهَ ولا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمّةً ( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ) .
يبيعون الأرضَ والعرضَ وينصّبون من أنفسهم حراساً أذلاء لعدوهم
وبحجّةِ التنسيقِ الأمني مع عدوهم يُسلمون خيرةَ أبناءِ هذه الأمّةِ من الأبطالِ والمجاهدين
وثمرةَ غرسِ هذه الأرضِ الطّيبةِ من الشّبابِ المجاهدِ للجزارين من بني صهيون
لترويَ دمائهم الطّاهرةُ أرضَ فلسطين ولتنبتَ شقائقَ النّعمانِ في كلِّ حدبٍ وصوبٍ على ثرى فلسطين
فهؤلاء أحفادُ المجاهدين الّذين حرروا القدس من براثن الصليبيين مع صلاح الدّين
أما الأعرابُ الحفاةُ العراةُ المغيبون عن كلِّ كرامةٍ والّذين يتطاولون في البنيانِ وهم الأشدُّ كفراً ونفاقا
ينفقون أموالَ المسلمين الّذي تمكنوا منها في غفلةٍ من النّاسِ لمحاربةِ الإسلامِ وإجهاضِ ثوراتِ ربيعِ المسلمين
ويفسدون في الأرضِ حيثما اتّجهوا
ويبددون الأموالَ لنصرةِ عدوهم فبئسَ القومُ الّذين يحادون الله ورسولهُ وبئس الوردُ المورودُ
قدّموا أموال المسلمين هديةً لأحفادِ الصّلبيين والدّجالِ اللعين ليجلسوا على كرسيٍّ نخرٍ سيودي بهم إلى مزابل التّاريخ
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )
من هاهنا تأتي الفتنةُ وأبناءُ الشياطين يمرحون ويلعبون ويتناسلون إلى أجلٍ معلومٍ
ونسألُ الله أنْ تكون نهايتهم عاجلةً غير أجلةٍ
وليرثَ الأرضَ عبادهُ الصّالحون
هي صرخةٌ مدويةٌ من جهاد القدسِ الّتي تعدلُ في الميزانِ أُمّةً .... تجلجل في ديارِ المسلمين
توقظُ حتى الموتى ولا تلامسُ حميّةَ ونخوةَ الحكامِ المتخاذلين فاقدي الكرامة الّذين أصبحوا رمزاً للمهانةِ والمذلةِ .
هي صفعةٌ من جهادِ الأبيةِ تذكرهم بواحدةٍ من أقدسِ مقدساتهم
هي القدسُ
هي القدسُ ووجهةُ المسرى
وفيها الصخرةُ والمنطلقُ في المعراجِ إلى السّمواتِ العُلا ليريه من آياتِ ربهِ الكبرى
هي المسجدُ الأقصى الّذي باركَ اللهُ حوله
هي مكانُ ثاني مسجدٍ لله وضع على الأرضِ
وأقصاها أحدُ ثلاثةِ مساجدٍ لا تشدُّ الرحالُ إلا لها
هي قبلةُ المسلمين الأولى
والصّلاة في مسجدها تعدلُ الفَ صلاةٍ في غيرهِ
هي البوابة الأولى للسماءِ
وهي مهدُ النبوات والشّرائعِ والرّسلِ
هي أرضُ المحشرِ والمنشرِ
هي قطعةٌ من الجنّةِ
فال الرسول صلى الله عليه وسلم : " من أراد أن ينظر إلى بقعةٍ من بقاعِ الجنة فلينظر إلى بيت المقدس".
وقال أيضا : "إن الجنة لتحن شوقاً لبيت المقدس"
وفيها رفاتُ الكثيرين من الصّحابةِ والتابعين والمجاهدين
كيف لأمّة الإسلامِ أن تتحالفَ مع أبناءِ قتلتهم من الصّليبيين الّذين قتلوا أكثر من سبعين الفٍ من أهل القدس عندما اجتاحوها أوّل مرّةٍ
حتى أن مؤرخيهم كتبوا : إنّها كانت المذبحةُ العظيمةُ وإن جنودهم خاضوا بالدّماء حتى الكاحلَين .
تصرخُ بكم جهادُ بدرانُ بل كلّ البدورِ المجتمعة في حرفها وكفّها والّتي لها بعون الله من اسمها نصيبٌ :
أن تخلَّوا عن جبنكم وذلكم ولو مرّةٍ ... نريدُ أن نشربَ ونرتويَّ من كأسِ الكرامةِ والعزّةِ والأنفةِ والإباءِ كما كانت عليه خيرُ أُمّةٍ أُخرجتْ للناسِ .
نعم جهادُ بدرانُ تعدلُ أُمّةً في حين الكثيرون يختصرون أنفسهم بحجم نملةٍ ...ويسعون باللهاثِ خلف أنثى أو منصبٍ ووجاهةٍ كاذبةٍ أو دينارٍ بذلّةٍ
ستبقى جهادُ شامةً على جبينِ الدّهرِ
ستبقى كلماتُها في حياتها ومن بعدها ...الجمرُ الّذي يتقدُ تحت الرّمادِ ليشعلَ النّارَ الّتي خَبتْ في نُفوسِ أبناءِ الأمّةِ بفعلِ فاعلٍ ومكر الليل والنّهار
ستبقى حروفها الجذوةُ الّتي تنيرُ للأجيالِ عتمةَ الدّربِ وتوقظُ الحميَّةَ فينا مرّةً تلو الأخرى
ستبقى جهادُ الأبيّةُ وأمثالُها من المرابطين على ثغرةٍ من ثغورِ الإسلامِ عنواناً لكرامةِ وعزّةِ الأمّة .
هنيئا لنا بها وبالمرابطين في بيتِ المقدسِ وأكنافهِ
هم الطّليعةُ من أُمّة الحبيب المصطفى كما أخبرنا : الّذين لا يزالون على الدّين ظاهرين لعدوهم قاهرين ولا يضرّهم من خالفهم ...
ولن يفت من عزيمتهم تآمر بني جلدتهم عليهم وحصارهم وتضييق معيشتهم والّذي يمول بأموال الأعراب المتصهينين ...ما داموا تسلحوا بالكثير من الإيمانِ وحبِّ الشّهادةِ على ثرى هذه الأرض الطّهور
جهادُ عبقُ الأمةِ الّتي ما هانت يوماً ولا وهنت
جزاكِ اللهُ عنّا خير الجزاءِ وأطالَ في عمركِ وأسكنكِ جناتِ النّعيم .