في ربقَة التضليل ينحصرُ
....................في عينِه الأضواء تنكسرُ
هوَ مُبْصِرٌ لكنّهُ العَوَرُ
........................فالعيْنُ عائِبةٌ بها قَذَرُ
حرباؤُها تُخفي بلا حرَجٍ
..................وجهَ الحقيقة حينَ تنحدرُ
لو كانَ وجهُ الحقِّ منشرحاً
..............أغضتْ وفارقَ عينَها البصَرُ
ترتدُّ عن حقٍّ وتنكرُهُ
.........................وبإمرة الغِرْبانِ تأتَمرٌ
تنحازُ للأعْتى سَفارتُها
......................في كُلِّ حادثةٍ لَها صُوَرَ
تنْحى عن الصِّدْقِ ابتِغاءَ صَدىً
...............وتبوحُ بالكَذِبِ الذي فَشَروا
في عينها الأضواءُ مبهرةٌ
.................فالعينُ خادعِةٌ لِمنْ بُهِروا
تَدمى بها عينُ الكَليل أسىً
................وخَصيمُها الإيمانُ والحَذَرُ
ميْدانُ معركةٍ مَساحتُهُ
.................هذا الفَضا وسِلاحُهُ الخبَرُ
ما بينَ كاذِبةٍ وصادِقَةٍ
....................معلومَةٌ دُسّتْ لها أثرٌ
يَشقى بِها منْ فيهُمُ انفجرَتْ
..............فالنّارُ في المخدوعِ تستَعِرُ
هِيَ حرْبُ إعلامٍ وحارتنا
..................عنْ غيِّها يا ليْتَ تعتذرُ
في حرْبِ أفيالٍ وليسَ لنا
...............في عالمِ الأفيالِ مُنتَصِرُ
يا ويْحَها تعطي النَّهيمَ* صَدىً
..........تُضنى به الأنعام والحُمُرُ
فالعُشْبَ تهْشِمُهُ بلا حَرجٍ
...........وينوءُ من إِثْقالِهِا الشَّجرُ
إن شئتَ نَسألُ عن كَوامِنِها
..........لا شمْسَ تصدُقُنا ولا قَمَرُ
*النهيم: صوت الفيل