شوقي إلى نفسي بأرضِ مدينتي
فاق اشتياقَ الحبرِ للكلماتِ
.
حين اختفتْ شمسُ الحروفِ وأعرضتْ
عنّي القوافيَ فاختفتْ أبياتي
.
وأتى الخريفُ على الديارِ ولم يزُلْ
وظللتُ أنتظرُ الربيعَ الآتي
.
لا درةً كانت تحركُ معصمي
مهما هفا الأحياءُ للأمواتِ
.
ووقفتُ أرقبُ كلَّ يومٍ منقذي
فدنا الرحيلُ وشُتِّتَتْ أشتاتي
.
وغدا النسيمُ الآن يرصدُ كبوتي
ليطيحَ بي رقصًا على آهاتي
.
من ذا الذي أدمى جذورك زهرتي
ألشمس تجلب هادمَ اللذاتِ!؟
.
أجزاءُ من نشر الشذا في أرضه
أن يقطعَ الإظلامَ بالسكراتِ!؟
.
من ذا الذي نزع النجوم من السما
وأذابها كالثلجِ في الطرقاتِ!؟
.
أين القلوب وما يفرق جنسنا
عن سائر الأحياءِ والآلاتِ!؟
.
قالوا كثيرًا مُتْ ببيتِكَ أو تعشْ
عمرًا مديدًا خارج الساحاتِ
.
فوقفتُ أنظر للطيورِ فحلَّقتْ
نحو الجميع ولم تزرْ شرفاتي
.
أُجبرتُ أن أحيا بغير مدينتي
فنقشتُ في زنزانتي كلماتي
.
"لا العمر ينقصُ بالرحيلِ أو البقا
والموتُ آتٍ لو بلغتُ مئاتِ
.
والأرض أرضي يا فؤادُ وذا الهوا
إن جاء عذبًا_ قادمٌ لرئاتي_
.
سنعود يومًا للحبيبِ وعلَّنا
سنعيدهُ للمجدِ بعد مماتِ"
.
.
سطَّرتُها والحبرُ يخرجُ من دمي
ودفاترُ الآلامِ بعضُ رفاتي