السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بحمد الله وتوفيقه، أصبح (علم عروض قضاعة- المنتج الجاهز: المدخل للكتاب الأم) جاهزاً للتحميل من خلال صفحة علم عروض قضاعة https://www.facebook.com/profile.php?id=100064165384110
02.jpg
مقدمة: [حول "عَروض قضاعة" وهذا الكُتيّب التعريفي به]
عَروض قضاعة معنيّ بإيقاع الشعر العربي الجاهلي وما سار على نهجه حصراً؛ تماماً كما فعل الخليل. وقد كان نظام الخليل العروضي لَبِنة ناقصة في بناء علوم العربية، قد فطن الخليل لنقصانها من البناء فشيّدها على ما اجتهد. وليس الذنب ذنبه إن لم يأت أحد ليستلم الراية منه. فهو يستحق الشكر لفطنته على اللبنة الناقصة من البناء وإقامتها، فمنعت العابثين من إفساد بضاعة العرب [الشعر بضاعة العرب]؛ فجزى الله الخليل خيراً، فرُبَّ مُبَلـَّـغٍ أوعى من سامع.
ولم يُظهر احد تجليات عبقرية الخليل كما فعل أبو الطيب البلوي، على الرغم من انه قهر نظريته وتغلّب عليها. فلم يقف نداً لنظام للخليل عن جدارة واستحقاق سوى نظام قضاعة. وعلى ذلك، فضع في اعتبارك من الآن، أنّ الخليل ابن أحمد الفراهيدي الأزدي رحمه الله، رأسٌ في هذا العلم، وأنّ أبا الطيب القريني البلوي القضاعي هو الرأس الثاني. فللخليل نظريته العروضية ومسطرتها، ولي نظريتي العروضية ومسطرتها.
وقد أقام الخليل نظامه العروضي على قدر ما وصل له من قوالب شعر العرب؛ وهذه القوالب هي ما شكلّت كيان نظامه، النواة وغلافها؛ بحيث انه إذا استُدرك قالب على نظامه من العرب المعتد بنظمهم، ولم يكن له مكان في نظامه، تخلخل نظامه وصنّف هذا القالب بأنه من الشواذ ظلماً. أمّا في نظام قضاعة فالأمر مختلف، فنظام قضاعة قام على القواعد الصوتية والإيقاعية التي سارت عليها قرائح العرب، سواء وردت القوالب موثقة عنهم أم أبدعها شاعر معاصر.
وصاحب نظام قضاعة ليس يحجر على الشاعر في نظمه المخالف لشروط العرب من استحقاقه مسمّى شعر؛ لكن لا يحق لناظمه أن يطالبنا بأن نختم له بختم الخليل أو بختم قضاعة، بأنّ نظمه نظم عربي؛ فهذا هو أصل الخلاف في هذه المسألة. فإذا كان نظام الخليل يعجز عن الحكم على الإيقاع المستجد، أهوَ عربيّ أم غير عربي؛ لكن نظام قضاعة لا يعجز عن ذلك؛ وهذا القواعد المذكورة تم إثباتها ونقض ما خالفها في الكتاب الأم لعروض قضاعة.
وأرجو أن تنتبه إلى أنّ هذا الكُتيّب التعريفي بنظام قضاعة، إنما هو مدخل إلى الكتاب الأم لعروض قضاعة، فهو لم يتضمن كل دقائق نظام قضاعة العميقة [النقاشات العميقة والاثباتات]؛ لكن مع ذلك سترى فيه عروض قضاعة واقفاً على قدميه بكل شموخ. فلن نتعرض في هذا المنتج الجاهز لأيّ مناقشات عميقة للغاية لِما يخالف كل أقوال صاحب عروض قضاعة؛ ذلك أننا في كتابنا الأم البالغ حجمه 830 صفحة A4، لم نترك شاردة ولا واردة إلّا ناقشناها؛ وقد استوعبت فيه أهم الآراء المطروحة في الساحة الصوتية والعروضية. فالهدف من هذا الكُتيّب هو اطلاع العامة وأهل الاختصاص على حقيقة نظرية قضاعة التي قهرت نظرية الخليل وقهرت مقطع الأصواتيين.