كان خيوطا من الأمل , رسمَت لى دروبا من السعادة ..
كان حلما جميلا يرتسم على جفون عينايَ كل ليله ..
تحتضِنُهُ وِسادتى الصغيرة , وترافقُه عطور المساءِ ونسماته ..
ولكن ..
مالبِثت تلك الخيوط أن انقطعت .. وتحوّلتِ الدروب الى متاهة تعيسه ..
ياالهى ..
لقد أصبح الحلمُ كابوسا جاثما على صدرى ..
وتناثرت على تلك الوسادة أشلاءُ سعادتى الزائفه ,
والعطور لم تعُد سوى دخان يخنُق أنفاسى ويحرقُ كل خيال جميل ..
تلك الصورة الملونة الزاهية أضحَت رمادا يشوبه السوادُ المظلم ..
انه الوهم ..
لا .. بل ليس وهما كاملا , فمن الوهمِ ما أمتعَ الواهمين !!
لم يكن سوى بقايا وهم يائس ..
عندها ..
كفّنتُ تلك الأمنيات بكبرياء أنوثتى ..
وشموخ قلب آثَرَ كرامتَهُ على أن يعيش منكسرا ذليلا ..
فلستُ تلك الأنثى ذات الطراز القديم, التى ملأت ساحات الهزيمةِ صُراخا وعويلا !
ولم أقف يوما على رصيفِ الانتظارِ المشؤوم ..
آثرتُ أن أقف على شاهد القبر , حيث دفنت أمنياتى وأحلامى , لأتلو هناك آيات الرحمة فى صمت ..
ثمّ كان ميراثى :
بقايا وهم !!