سـألت عن الحيـاة ذوي البصيرة
فــقــالـوا رحـلـة جــدا قـصـيــرة
كـلـمـح الـعـين تمضي فـاغـتنمهـا
و لحظتك الـ تعيش هي الأخيرة
فـلا يـقـتـل تـشـاؤمـك الـثـوانـي
و حـسـن الـظـن بالمولى شعيـرة
و لا تــقـعــد بــهـمـتـك الأمــانــي
فـمـا للـقـاعـديـن و لــو شــعـيـرة
و صـاحـب مـن يـشـدك للـمـعالي
و قـاطـع مـن يـجـرك للـحـفـيـرة
فــكـم صـعـدوا لـمـجـدٍ من كتابٍ
و كـم ضـاعـوا بـأول كـأس بيـرة
وإن ولـيـت أمـر الـنـاس فـارحم
إذا انـكسـروا فكن أنـت الجبيـرة
أحــب الـنـاس جـامـلـهـم تـبـسـم
و عـينـك عـن مساوئـهـم ضريرة
و إن دنــيـــاك مـالــت لا تـبـالــي
و قـل يـارب عــلّ الأمــر خـيــرة
فـكـم أرق الـمـلـوك عـلــى حـريرٍ
و كـم رقـد الفقيـر على حصيـرة
ومـا فـي الـمـال مـا يـدعو لمـدحٍ
و لا فـي الـفـقـر للـفـقـراء عـيـرة
و أمـا أهـل جـدّي ... كـان جــدّي
جبـانٌ يـمـتـطي خـيـل الـعشـيرة
أرحـنـا من جدودك يـا صـديـقـي
فـلا ابـن العـاص أنت ولا المغيرة
سُــمــوّك طـيـب أخـلاقٍ و حـلــمٌ
و نـصرٌ للـضـعـاف و حسن جيـرة
سـيفنـى كـل شـيـئٍ يـوم نـفـنـى
و تـبـقى مـن بنـي الإنـسان سيرة
أطلـت و مـا الـقريـحـة قاطعتنـي
فـفــي رأســي محيطاتٌ غـزيــرة
ولـكــن خـفــت مـنـكـم أن تـمـلـوا
إذا أردفــــت أبـــيــاتــا كـــثــيــرة
عـلـى الـجـمهـور سـلـم يا رسـولي
فــلا هـانــت جـماهيـري الغـفيـرة
شهريار