لا أطيق لحظات وداع من أحبهم ...
ويتقلب مزاجي بين الصمت و الثورة... إلى حد الهذيان ..
.لأني أحب بصدقٍ و أتفانى بحبي ...
ويقتلني صمتي .... ويهدني غضبي
حضر لزيارتنا منذ عامين ضيفٌ يجيد اللغة الروسية إجادةً تامة...
وما تعلمه من العربية كان بجهده الخاص عن طريق التلفاز ...
بقي الضيف مدةً قصيرةً
ولما حانت لحظة الوداع تحدث بلغةٍ عربيةٍ مبهرةٍ فصحى
تبللت كلماته بالنشيج والدموع...
بكى وأبكانا ...
فقلت حتماً سيكون هذا الفتى شاعراً في يومٍ من الأيام...
في السنة الماضيه تكرر المشهد نفسه
بل أشد حميميةً من الأولى ...
وتدفقت عاطفةٌ صادقةٌ
وحلقت كلماته في سماء الأبجدية
لتنزل التعابير المختلطة بالحنين والحب والدموع لتكوي أفئدتنا....
فكان تأثيرها على قلوبنا أبلغ مما حفرته الدموع على الخدود....
وهذا العام أيضا حضر وملأ علينا حياتنا...
لم تحن لحظات الوداع بعد... بحمد الله
يسألني عندما أكتب عما أفعل ؟ فأجيبه : أكتبُ قصيدةً
فيصمت ...
اليوم وافته الشجاعة لينطق ….
فقال : هل استطيع أن أقول قصيدةً و تنشرها باسمي....
فضحكت لأن ضيفنا يجيد الروسية ويجيد الانجليزية أكثر من العربية...
بل إنه لا يكاد يجيد القراءة والكتابة بالعربية
لأنه يدرس بمدرسة انجليزية...
لذا كثفنا له الدروس في اساسيات اللغة العربية
وهو والحمد لله يتقدم بسرعة...
أما أن يقول الشعر فهذا طموح صعب المنال تحقيقه الآن ...
ضيفنا هو الطفل علي خالد الأحمد
في الصف الثاني الابتدائي
وهو يطلب نشر قصيدته بالفيس ..
حتى يطّلع عليها والده الدكتور خالد بالدمام ...
ووعدته ... وأخذ يملل عليَّ و أنا أكتب
ويطلب منا الهدوء وعدم إزعاجه
لأن الإلهام عندما يحضره يجب أن تكون له طقوسه الخاصة به ...
هدوء ...وتفكير بعمق ... وتدوين سريع... حتى لا تضيع الفكرة بنظم الكلمات
و سأفي بوعدي له ...
و أرجو من الدكتور خالد أن يطّلع عليها
وإن أعجبته القصيدة عليه أن يعدنا بمكافأةٍ للشاعر الذي يهدي باكورة شاعريته لوالده ....
وحتى لو لم تعجبه القصيدة فالمكافأة مفروضةٌ عليه فرض ....
وكان الله بعوننا عندما تحين لحظات وداع شاعرنا الحبيب ...
يقول الشاعر علي خالد في قصيدته الأولى
بتاريخ 9/7/2013
( أنا أُحبُكَ ....من كُلِ قلبي
لماذا تركتني ؟
أحبُكَ لأنكَ عرشي
لأنكَ أفضلَ حياتي
أُحبُكَ بكُلِ العالمِ
يا قلبيَ السعيدِ
أُحبُكَ أكثرَ شخصٍ بالكونِ
أُحبُكَ أكثرَ و أكثرَ )
كثيرٌ من الشعراء يكتب كلاماً كثيراً ولا يقول شيء...
بهذه الكلمات القليلة البسيطة يُعبّرُ علي عما في نفوس الكثيرين
دون تكلفٍ ولا عناءٍ
ودون اللجوء إلى حشو الأسطر بالصور التي أُشبهها بصور أغاني الكلبات السريعة بومضاتها المتلاحقة التي تعمي الأبصار ولا تطرب الأسماع ....
لله درك يا شاعرنا الصغير....
اليوم يستعد علي لإنهاء البكالوريا (التوجيهي) ويأمل أن يدرس بعدها الطب
ما أجمل أن تجد نفسك وأنفاسك وروحك
في إطلالة من تحب !