سجر بديوان العذاب المدخنةْ
و اقلع فروحك بالقصائد مثخنةْ
مـذا جنيت من القصائد ما الذي
ترجو بربك من هراء الألسنةْ
إن قلت شعري كالجحيم بداخلي
قالوا شجونك يا ممثل متقنةْ
أو سابق الدمع القصيدة بينهم
طلبوا على جمر المدامع بيـّنةْ
و إذا جدلت من النجوم قلادةً
ما نفع عقدٍ دون نحرٍ زيّـنهْ
هل يستحق الأمر أن أحيى له
و هل النبوة في زماني ممكنةْ
متنبئ الشعراء ليس بكافرٍ
هو ما ادعى وحي الرسول لتلعنَهْ
و الشعرُ قصرٌ في الثريا للثرى
لا يجتريه سوى ملوك السلطنةْ
والليل دثره بسود ثيابه
والشهب تحرسه من المتشيطنةْ
مهما تزاحمت النجوم ببابهِ
سيميطهم عن شهريار ليسكنَهْ
سيقول هذا من خدمت جدوده
قصصٌ من التاريخ جدا مزمنةْ
و حفظت من أيام عنتر شعرهم
و رويته من دون أية عنعنةْ
ليسوا بني عمٍ و لكن جنهم
مثل التوائم في جميع الأزمنةْ
كتبوا و ماتوا كي يخلدَ شعرهم
شرط الخلود لشاعرٍ أن تدفنهْ
و إذا نسوني حسب شعري أنه
قد عاش في زمن المراقص مئذنةْ
شهريار