ترقَّبْ ولا تعجل فمازلتَ داميا
ومازالت الأورامُ تدمي المرافيا
وما زِلْتَ من نصرٍ لنصرٍ مبلسماً
تداوي سنين العمر ترفو المغانيا
تريَّثْ بزوغ الفجر يسفر ضاحكاً
فما زالت الآهاتُ تُضني المداويا
تأنَّا فما زالَ الضحى متأرجحاً
تراهُ على مرمىً من الوصل دانيا
تصبَّر فما زالتْ بأفقك غيمة
وما زال بالأوطان من صاحَ باكيا
قريبا ستأتي الريحُ تجلو غيومهُ
وينشقُ فجرٌ كي يزيل الدواجيا
وتسعدُ هذي الأرض بعد شقائها
وينسابُ فيها النورُ ريَّانَ ساقيا
تذكرْ بأن القلبَ يمم شارداً
وها أنت بعد الصبر أصبحتَ ناجيا
ولم يبقَ الا أن تثابرَ موقنا
بنيلك ما ترجو وما لست راجيا
فقد حان بعثُ المجد في غرةِ الضحى
برفقٍ وتحنانٍ وقد كان ثاويا
فيا أيها الناؤون عن موطنٍ هوى
ومن غربةِ الأوطانِ تحيا المنافيا
قريباً بإذن الله يبتسمُ المدى
وتشرقُ شمسُ تستعيدُ الأمانيا
وتحيا بلادي في أمانٍ وسؤددٍ
وينبثقُ النُّورُ المبين مباهيا
وترجعُ للأوطان روحٌ وتنتهي
مآسٍ تُرى في المشرقين عواتيا
ليبدأ عصرٌ بالجمالِ مكللٌ
يزينُ وجهَ الأرض يزجي النواحيا
هائل الصرمي