فكرة الموضوع كبيرة ومساحة الردود صغيرة
ولذا فلِكي أُعبر عن وجهة نظري بوضوح وباختصار فإنني مضطر لركوب السذاجة والسطحية في التعبير - مجازاً ..
بعد الإذن من القـُرّاء ومن العزيزة كاتبة المقال .. أقول ..
إنسان عربي مسلم .. لديه من المحظورات الاجتماعية ما لا يـُعَـدُّ ولا يُحصى ، وعليه من القيود الإدارية السياسية - حدث ولا حرج ، ويعلم أنه ما خـُلِقَ إلا لعبادة الله ويؤمن بالقضاء والقدر ويعلم أن الأمور بمقادير ، وثقافته تمتدح الزهد والزاهدين ، ونشأ في بيئة متخلفة فقيرة .. فأي أحلام وأي آمال كبيرة أو صغيرة ننصح هذا الإنسان بها ..؟
إنسان آخـر غربي ليس مسلماً .. لديه حرية اجتماعية شبه مطلقة ، وأوضاع سياسية ودساتير واضحة مستقرة تـُغنيه عن الروابط الاجتماعية التي لا يريد ، ولا قيود دينية عليه ، ودروب العلم والعمل أمامه واضحة وجلية ، وَجَـدَ البيئة مهيأة ممهدة أمامه .. فهل ما يُحققه وما ينجزه بهذه المعطيات والتسهيلات يُحسب له من قبيل تحقيق الأحلام ..!
أعتقد أن الحديث عن الإنسان بالمطلق وحثه ومقارنته نظرياً ، دون النظر إلى الفروق العملية الواقعية .. إن ذلك سيُربك الفكر والعقل لدى من لا يُحالفه الحظ .!
والفكر المنطقي يقول .. إنه على كل من يتبنى نظرية فكرية ويدعو لها بصورة عامة دون شروط - مما يعني أن تطبيقها ممكن ومتاح للجميع ..
عليه أن يرسم صورة فكرية منطقية - خيالية - لواقع البشرية في إطار تلك النظرية .. وكأنما الكل اقتنع بها وأفلح في تطبيقها .. فإذا لم يتعارض ذلك مع المنطق العملي والخيال المنطقي .. فإن الفكر عندها يُجيز تلك النظرية ويؤيدها المنطق ويحق له حينها أن يدعو إلى نظريته ..!
ولكني أعتقد أن فشل إنسان هو ضروري لنجاح آخر ، وفقر هذا ضروري لغنى ذاك .. وهكذا
حيث أنه لم يُسجل التاريخ الإنساني على امتداده أن شعباً ما في حقبة ما قد حقق كل أفراده كل طموحاتهم ..!
ويكفينا مثالاً أن المرض والصحة والجبن والشجاعة والبخل والكرم والفلسفة والغباء وقوة الذاكرة .. الخ .. كلها معطيات يجدها الإنسان مولودة معه .. ولا يستطيع مالكها تصديرها .. كما لا يستطيع فاقدها استيرادها ..!
وبما أننا مسلمين مؤمنين فإننا نعلم ونصـدّق أن الفقراء والأغنياء باقون ما بقيت الحياة .. ولذلك فُـرِضت الزكاة ..! قـُضِيَ الأمـر ..!
مقالاتك وأفكارك .. تضرب على أوتارٍ حساسة ..
كل الود ومنتهى الاحترام .. أيتها العزيزة ..