في إحدى الأماسي شاهدت ناحية من وادي بيش وقد أشعل أحد العابثين في بعض شجره النار
فأخذت النارتلتهم ما يحيط بالوادي من شجر وزروع فآلمني ذلك المنظر فكانت هذه القصيدة
ويدٍ آثمةٍ مُدت إلى خضرة الوادي أحالتها ضِراما شبَّت النيران في أرجائه فغدا من لهب النَّار حُطاما سلبته حلةً كان بها متعة الآتي نشيداً وهياما كان ظلاً وارفاً تحلو لنا جلسةٌ فيه هناءً وانسجاما كم تغنينا على أرجائه وزرعنا الوقتَ شدواً وكلاما ولكم قال على أفيائه متعبٌ قد هدَّه الجهد فناما ولكم غنَّى على أفنانه بلبل هيَّج شوقاً وغراما كم غدونا نحوه في عجلٍ ننشد الراحة فرحاً وابتساما فاحت الأطيابُ من أزهاره وتنشَّقنا به عطرَ الخُزامى ولقد كان لنا منتجعاً كم يداوي كل من يشكو السِّقاما طلعة الفجر على ضفته لوحة تخفي عن النفس السَّآما قد سطا الباغي على حرمته أو ليس البغي في الدين حراما أضرم النيران في أحشائه وتولى شبمَ القلب وناما ربما يثأر وادينا على ذلك الباغي فيوليه انتقاما ربما يرديه يوماً وعلى فعله يورده الموتَ الزُّؤاما وهجُ النيران يحكي ظلمةً في حشا من أشعل النَّارَ اضطراما أين ذاك الدُّومُ ما دامتْ له خضرةٌ تسبي وطولٌ يتسامى أين ذاك الدُّوحُ أمسى أثراً ورواياتٍ لها يحكي النَّدامى آه يا وادينا ما سرني أن تُرى في لوعةٍ أو أن تضاما جنةٌ فيك استحالت لهباً وغدا دوحك للنَّار طعاما غفل الظالم عن فعلته لم ير الفعلة جُرماً وأثاما وتولى بطراً في غيِّه وأرانا حينما ولَّى انهزاما جَبُن الرِّعديدُ في فعلته فاكتسى من ظلمةِ الليل لثاما
1426هـ