السلام عليكم ورحمة الله
هذه اول مشاركة لي في المنتدى المبارك بحول الله ، ارجو ان اكون عند حسن ظن الجميع
الإضمار: الضامر والمضمر في اللغة المهزول. ولما ذهبت الحركة من ثاني متفاعلن وعوضها السكون ضعفت التفعيلة، وأشبهت المضمر المهزول.
وفي التنزيل العزيز: الحج آية 27وَأَذِّنْ فِي النَّاس بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ) ) .
وقيل يجوز ان يكون الاضمار بمعنى الاخفاء ابو بمعنى دقيق الوسط "
واصطلاحا : وهو تسكين الثاني المتحرك. ويدخل متَفاعلن فتصير متْفاعلن، وتقلب إلى مستفعلن. وهو لا يدخل إلا على متفاعلن لأنها التفعيلة الوحيدة التي تبدأ بالسبب الثقيل ، الإضمار والوقص لا يحدثان إلا في متفاعلن ، مثال كلمات مضمرة : مستعجلٌ .. مستعبدٌ .. مستحبرٌ .
هذا الزحاف يدخل بحر الكامل فقط ، قال الهاشمي ايضا عند كلامه في البحر الكامل : يدخل في الكامل من الزحاف الاضمار - مستفعلن - عوض متفاعلن بالسكون في التاء .... ويدخل حتى على الاعارض والاضرب ومع الترفيل والتذييل .
الاضمار : من الزحافات الحسنه كما قاله محمد حسن عثمان .
كقول عنترة بن شداد :
وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ ***** أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ
مستفعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
واجمتعت العلة مع الزحاف في شعر علي بن ابي طالب مثل مقطوع مضمر :
علة القطع ( مقطوع ) متفاعلن = مُتَفَاعل = فعلاتن = قطع
+ زحاف الاضمار (مضمر ) فعلاتن = فعْلاتن = مفْعولُن = اضمار
فيكون ناتج اجتماع العلة والزحاف ( مفْعولن ) ، مثاله :
سبق القضاء لوقته فكأنه ****** يأتيك حين الوقت او تأتيه
متفاعلن متفاعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلن مفعولن
وكذلك اجتماع علة الترفيل والاضمار معا ( مرفل مضمر )
متفاعلن = متْفاعلن = مستفعلن ( اضمار ) = مستفعلاتن = ترفيل
والشر اسرع جريةً **** من جرية الماء السريعة
مستفعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلاتن
دخلت في ضرب بحر مجزوء الكامل .
وقد يأتي الاضمار مع الحذذ في تفعيلة واحدة ، كما في البيت ( من البحر الكامل ) ، وهو من العلل التي تجري مجرى الزحاف .
لمن الديار برامتين فعاقل ***** درست وغير آيها القطر
متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن فعْلن
الضرب احد مضمر \0\0 فعلن .
والاضمار يكون مع غيره زحافات اخرى وعلل ، فيشارك الاضمار زحاف الطي فيكونان الزحاف المزدوج ( او المركب ) وهو الخزل كما سيأتي .
والخزل قبيح في الكامل ينبغي تجنبه .
وتقول الدكتورة عائشة في كتابها الترخيصات العروضية ودورها في تنويع الايقاع .." : عمل هذا الزحاف على الحد من سرعة البحر الكامل وجريانه ، وذلك باللجوء الى السكنات التي تمارس على السبب الثقيل في بداية ( متفاعلن \\\0\\0 ) فزيادة السكنات هو تقليل بالضرورة من الحركات ، وكبح جماح هذا البحر يعتبر من اسرع الاوزان الشعرية اذا كان سالما ، وهو امر نادر الحدوث ، و تحد من سرعته وحافاته وعلله ، لانها تسكن المتحرك ، وتزيد من الساكن " .
......يلجأ الشاعر للاضمار : عندما يريد ان يبطأ من الايقاع في قصيدته من خلال توظيف زحاف الاضمار ، ويرمي بذلك الى استيقاف المتلقي لمسايرة تجربة الشاعر المفعمة بالحزن ، والانصات لما يحاول الشاعر بثه من مشاعر الالم والضياع ، وليس هناك انسب من توزظيف زحاف الاضمار ، الذي يبطئ من ايقاع القصيدة ، لمعايشة هذه التجربة الحزينة برؤية وتمهل ، وقد نجح الشاعر في تطويع المستوى الايقاعي لمسايرة حالته النفسية المضطربة ، فانصهرت التجربة الشعرية في تماه وتعاضد بين المستوى الايقاعي والمستوى الدلالي للقصيدة " انتهى كلامها بشيء من التصرف .
الاضمار اذا دخل بيت في البحر الكامل وشمل جميع تفعيلاته فانه يلتبس مع بحر الرجز ، لان هذا الزحاف يغير تفعيلة الكامل متفاعلن وينقلها الى مستفعلن كقول الشاعر :
اني امرؤ من خير عبس منصبا ***** شطري واحمي سائري بالمنصل
وهذا البيت من الرجز كما يبدو لاول وهلة ، الا انه جاء ضمن قصيدة على بحر الكامل .
وقال العروضيون ايضا يمنع دخول الوقص وهو حذف الثاني المتحرك - لتصبح التفعيلة مفاعلن ،وهو باعتبار دخول زحافين على حرف واحد ، وهما : الاضمار تسكين الثاني ، والخبن - حذف الثاني وهو ما يشار اليه بأنه يولد ثقلا ، كما انه يخرج البحر من صوت الى صوت ومن صورة الى اخرى ليست له .
.... وانما مالوا الى علة الحذذ للتخفيف ، واحيانا يميلون الى اضمار ما بقي من تفعيلة ( مُتَفا ) فتصبح ( مُتْفا ) طلبا للسرعة والخفيف ، محاولة للانتقال من بيت الى آخر على وجه السرعة ، وغيرها من العلل التي تدخل على الضرب و العروض .
..... وفي بحر الكامل لا يجوز فيه اجتماع الوقص والطي ، لانهم استقبحوا اجتماع الاضمار والطي فيه ، وهو الذي يسميه اهل العروض بالخزل وهو تسكين الثاني وحذف الرابع وقد اشرنا الى منع هذه الصورة في امن اللبس ، اذ يجعل الكامل شبيها بالرجز ...( انتهى من كتاب انواع العلة في الدرس العروضي العربي القديم لمحمد شاكر الكبيسي ) .
والحمد لله على كل حال
.