تعبير...

قد يكتب أحدهم مجلّداتٍ عن الجوع وهو جالس- في بيته الفاره- إلى منضدته المصنوعة من أجود الخشب، وكلّ مكتوبِه، في آخر المطاف، محض تقرير إنشائيّ بارد عن إحساس إنسانيّ، كالعائشِ في الأرض واصفاً المرّيخ؛ أما الذي أفْرى الجوع أحشاءه حقّا، فتكفيه عبارة: أنا جائع ! ليكون صادقا في قوله ومحنته، مختصِراً أكواماً من الورق والتعبير النّائح المُستأجَر...

ذكرتني بطرفة قرأتها يوما عن طفل من أسرة ثرية طلب منه في حصة التعبير
أن يتخيل نفسه فقيرا ويعبر عن إحساسه فكتب.. كنا نعيش في قصر فقير جدا
كان الأثاث قديما أما الخدم فكانوا يلبسون ثيابا مهترئة.
أن يجلس احدهم في برجه العاجي المنفصل عن الواقع سيجد صعوبة في التعبير
أو وصف مالم يحسه أو يعايشه يوما.
أما ذلك الفقير الجائع الذي تتساقط دموعه ليس من جوعه فقط وإنما من جوع
أطفاله العاجز عن إطعامهم فسيكون تعبيره صادقا ومعبرا عن إحساسه ومعاناته.
خاطرة تنم عن فكر راق وأحاسيس شفافة.
أحسنت الفكرة والطرح.. أهلا بك معنا.