قد يكتب أحدهم مجلّداتٍ عن الجوع وهو جالس- في بيته الفاره- إلى منضدته المصنوعة من أجود الخشب، وكلّ مكتوبِه، في آخر المطاف، محض تقرير إنشائيّ بارد عن إحساس إنسانيّ، كالعائشِ في الأرض واصفاً المرّيخ؛ أما الذي أفْرى الجوع أحشاءه حقّا، فتكفيه عبارة: أنا جائع ! ليكون صادقا في قوله ومحنته، مختصِراً أكواماً من الورق والتعبير النّائح المُستأجَر...