قالوا السعادةَ حسنُ ظنكَ بالذي
خلقَ الحياةَ وقسَّم الأرزاقا "
"فإلى الذي ملأَ التَّشَاؤُمُ قلبهُ
ومضى يضيّقُ حولنا الآفاقا"
يعمىَ عن الحسنِ الذي بهرَ
العقولَ بذا الوجودِ ونَوَّعَ الأذواقاَ
سر السعادة بالتفاؤُلِ والرضا
لا في التَّشَاؤم والقنوط خلاقا
كلُّ المحبة للذي خلق الورى
فطرَ الوجودَ وفيَّضَ الإشراقاَ
فدَع الذين تشَرَّبوا حبَّ الغوى
واستملحوا كأسَ المجونِ دهاقاَ
حسنُ النَّقَاءِ أعزُّ مملكةٍ بها
يتفيأ الطُّهْرُ العفيف عِنَاقاَ
نبضُ الحياةِ بكلِّ حسنٍ ناطقٌ
فلمَ الفؤادُ يعاشرُ الإطراقا
تجدُ المَسَرَّةَ في التفاصيلِ التي
صَغُرَتْ فأحيتْ حولها الأشواقا
لنكونَ في روضِ التوازنِ رُسَّخاً
كالطَّوْدِ لا مُتَمَلْمِلِينَ عِتَاقاَ
مثلُ الظِّلَالِ مغادرينَ إذا ضحَى
بل كالصُّخُورِالرَّسِيَاتِ وثاقا
فدعوا التشاؤمَ واعتلوا قممَ الرضا
ليس الرضا أن لا نرى إخفاقا
إن الرضا نورٌ يفيضُ جداولاً
فلنستقي من نبعه الأخلاقا
هائل الصرمي