هواجس فطيرة ساخنة.
من مجموعتي القصصية الأولى: (انكسارات أمير جنوبي).
بعد أن تلاعبت بجسدي أصابع ذاك الصانع المحترف، صرت أكثر ليونة وحلاوة ، بما أضافه إلي من سمن وسكر.
وعندما خرجت من غرفة التنور ، كان وجهي المحمر مغريا لكل من شاهدني في نافذة العرض الزجاجية.تربعت على عرشي الذهبي في واجهة دكان ذلك الفطاطري الشهير .
$$$
مر حامل الخبز البلدي الشعبي ، لمحته ،في ركن القفص على رأس الخباز؛ رغيف بلدي كادح ، كالح الوجه على غير عادته وأوصافه طوال تاريخنا ( المعجون) بماء النيل والصبر عبر القرون.ترى أين سيكون مصيره ؟ ذلك العزيز القريب الذي تربطني به أصالة حبة قمح واحدة ، وربما نكون من سلالة ذات السنبلة.ربما حلمت للحظات أن ارافقه الى حيث من يأكلنا ، ربما ..لأسد فجوة مفاجئة بل ومصطنعة ما بين طرفي معادلة ظالمة ، ( شبع) ضروري، ام (متعة) عابرة. ما بين تحقيق ضرورة حياتية أساسية بسد رمق لطفل يتيم أو مشرد، وبين إشباع تلذذ لا ينقطع وتخمة قد تضر، لثري منتفخ.
$$$
ربما جمعتنا طاحونة واحدة في بدء تخرجنا إلى الحياة العملية، لكن يد القدر ، حين توزع الأنصبة ، أضفت علينا سمات ، وكلفتنا بأدوار وفق قدرات كل منا. ذلك الرغيف العزيز الذي مر ، أي يد تلقفت عجينته ، فأدارتها بذلك الإهمال حتى استدار تكوينا خشنا مجعد الملامح ، مسود الوجه ، معفر الجبين، غير مكتمل النضوج! ربما لم يصادف عناية الإعداد ورقة اللمسات، ودلع الخباز ، ونعومة الطاولة التي صادفتني وشكلت استدارتي المغرية.
عزيزي، رفيق السنبلة،حتما ستمتد يد لتأكلك، أسأل الله أن تسد جوع عابر سبيل.