المسدس
قصة بقلمي
للعيد ذكرياته التي لا تفارقني... بشخوصها ومواقفها وحلوها ومرها.بفرحتها وألمها.
انتقلنا من مسكننا بحي باب اللوق ،للسكن بأحد بيوت حي غمرة. لم أكن قد بلغت الخامسة بعد.
وكان يوم عيد، وما أدراك مع العيد بالنسبة للأطفال، في شوارع قاهرة المعز.
وبعد أن قضيته مع أختاي بين اللعب ة بالبالونات و وفرقعة البمب، وركوب المراجيح، انقضى وصباح ذلك اليوم السعيد.أذكر أن أختاي قد ذهبتا لشراء شيء من الحلوى ، أما أنا فقد استلقيت جالسا منهكا وبيدي كرة ومسدس،على تل من الرمال علي رصيف الشارع انتظارا لهما.
فجأة ،غابت الشمس وأظلم فوقي المكان، ورأيت (ولد ضخم أسود منتفخ العينين.. ذا وجه كريه)، يرتدي بقايا جلباب متسخ. و بيده الكبيرة انتزع مني الكرة انتزاعا ،وفر هاربا.أما المسدس الثمين، فقد فشل في خطفه.
ضربتني المفاجأة ، وأصابني الذهول، وسرت نحو بيتنا مخنوقا بالعجز والقهر.
وكم تمنيت لحظتها أن أشب رجلا ،أو أن يكون لي أخ كبير. أو مسدس حقيقي!!
... .