متفرّدٌ في العشق
أنا حالةٌ في العشق لا تتكررُ
سحرٌ يحلّق في الفضاء فيُبهِر
نورٌ يصارع عتمةً فيَجُبّها
وبهاءُ أدعيةٍ تدور وتكبُر
أنا ذلك الطفل المسامح دائماً
يمشي إذا كل الأنام تعثروا
أسري إلى قمري أصافح وجهه
وأُعير هذا الكون نوراً يعبر
وأسابق الريح العتية أينما
ولّت جحافلها أصدُّ وأصبر
وطني جميع الأرض ، أهلي كلهم
وإذا دنا شرٌ هناك أُزمجر
حرَّرت ألف قصيدةٍ وقصيدةٍ
وأتيت بابَ حبيبتي أتمخطر
وسكرت من عبق الحروف صبابةً
راهنت بالأشعار ، أنَُا أخسر ؟؟؟!
وبنيتُ قصري والبيوت أهلَّة
صارعت موجي والبحور تُكشّر
أنا حالةٌ ضنَّ الزمان بمثلها
وعلى رُبا الأحلام رحتُ أُكَرَّر
يرتاد كل العاشقين قصيدتي
في شارع القلب الطويل أُفسَّر
أسعى وبيت الضاد يفتح بابه
فأغوص في لجج الكلام أُحرِّر
للشعر شيطانٌ عرفت طريقه
فطويته حتى أناخ يُكبِّر
أمسكت من هذا الزمان قوافياً
كادت تضيع مع المتون ، تُبَعْثَر
فهنا تُنصِّبُني القصيدة فارساً
وهنا على جمر المواجع أُصْهَر
وهنا أنادي القدس ، تفتح قلبها
فأضمها بين الضلوع أُدثِّر
وعلى ضفاف النيل أزرع عالماً
غضاً جميلاً باسماً يتحرر
وعلى ربا بغداد أصنع بابلا
تُسقى من النهر الفرات فتُزهِر
وأَمرُّ من حلبٍ وأخطب ودها
وأصوغ أدعية هناك وأفخر
وأُعِيد ترتيب العروبة خلسةً
وأطوف بالمجد العتيق أكرر
وأزوج المعنى البديع قصائدي
حتى اذا ما أنجبت لا أُنكر
وهناك في بيتٍ أطاول قيصرا
وأقود إيواناً لكسرى يبْهِر
أشتاق مملكةً تكون براحتي
فأذيقها خمر الجنان وأسكر
خمرُ معتقةُ حلالُ نبتها
فأذوب مراتٍ وأخرى أعصر
وأغوص في وجع اليتيم وينحني
قلبي وتعجز همَّتي وتُكَسَّر
تتفكك الأوطان حول مدامعي
وتذوب أدعيتي هناك وتُقهر
فوضى أُبَعْثَرُ فوقها فتموج بي
سحبٌ من الأحلام ، كيف ستمطر ؟؟؟!
أطوي السماء وأصطفي نجماتها
وأطير للقمر الضحوك أثرثر
أبني من الأحلام ما لا يُرتقى
مدناً وأسواراً تطول وتقصر
وأسارع المعنى وأعرج قبله
نحو الذي يعلو هناك ويُثمر
وطني وكل الحالمين بمثله
أملٌ يراودهم هناك يُعَمَّرُ
وطني قصيدتنا التي لا تنتهي
صحرائنا الحبلى هناك ستُخضِر
وطني ... وللأوطان سحرٌ خالدٌ
إن غابت الشمس البهيةُ ... يُقمِر
وطنٌ بلون الشمس يرسم ظله
وعلى سما خدّيه وردٌ أحمر
وعلى ابتسامته صباحٌ باسمٌ
حلوٌ ، ربيعيٌّ ، جميلٌ مُسفِر
نفديك بالنفس العزيزة كلما
هبَّت رياح الغاشمين تُدمِّر
كن فوق عرشك لا تخف من عابث
مهما تعاظمت الخطوب ستُنْصَر
أنا حالةٌ في العشق كيف أصوغها
وهي التي فوق السماء تسطّر
أنا حالةٌ رسم الفؤاد خيالها
مُرُّ الزمان أنا عليه السكر
مختار إسماعيل بكير