في بحار الشّوق أبحرتُ بعيداً
على ألواحٍ ودسر
بعد أن حطّمتْ أمواجٌ عاتيةٌ سفيني
ومزّقتْ أشرعتي
وبدّدتْ مجاديفي
ولم تبقي لي سوى قلمٌ
أهشُّ به عاتيات الزمن
عن جنين بذرة نبتةٍ زرعتها على ضفاف القلب عطشى لم ترعِها مذ عرفتُ الشوق معكِ من ألف عامٍ
وأنا أتطلّع صوب ذاك الأفق البعيد
لعلّ رواسيك تعصمني من الماء
وأنتِ مغيبةٌ عني والجواري تجري من حولك
وأنا أرسم على كفّيَّ خطوطاً متعرجةً بمداد قلمٍ قانٍ كخطوط سفينتك التي تلونتْ باللون
الأحمر
والسماء تلبدت من فوقي بركام غمامٍ أسودٍ
يلوح من خلاله برقٌ يكاد يخطف الأبصار
يتبعها رعدٌ يجلجل في الآفاق
ظلماتٍ من فوق أحلامي ومن تحتها ظلماتٍ
لا أكاد أتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود
ولا أكاد أتبين أيّاً من خطوطك الحمراء
الّتي تلونت بنجيع أشواقي
وما زلتُ أجدف بقلمي
لعلّي أرسي يوماً على شاطيء نجاةٍ
يحدوني أملاً
كلّما دنوت منه شبراً فرّ عني أميالاً .