|
هو الموت لا يرضي سوي الحِبِ مغنما |
وكم قبلها يختار شهماً وأنجما |
وكم خبأ الدهر الخؤن فجائعاً |
تنوء بها صم الجبال لتصرما |
وإن عزاء المرء عند مصابه |
إذا داهم الخطب الجليل تبسما |
لقدعظم السلوان فيك صفيتي |
ولكنه في المصطفي كان أعظما |
ففقْد النبي ينسيك فقد أحبة |
ولكنّ فقد الام بعد النبي الأسمى |
يعز علينا أن نفارق مثلها |
ولكن خير الناس من كان سلما |
لقد ودعوا من لا نطيق فراقها |
قليلاً، وربي إن قضى الأمر أحكما |
فأنت الذي قويتها عند ضعفها |
وأنت إلهي لم تزل بعد منعما |
ونحن احتسبنا يا إلــهي صفينا |
صفية فارحمها برحمتك العظما |
رضينا بما يقضي الإلـه وقد قضي |
بأن تذهب الأقمارعن كبد السما |
بكيناكِ حتي تفقد العين ماءها |
وحتي يكاد الجفن أن يذرف الدما |
وأسوتنا خير النبيين قد بكا |
وسنته فيها لنا الخير والنما |
فقد ضاقت الأرض الفسيحة بعدكم |
وقد حلك الجو المضيءُ وأظلما |
سقى الله أرضاً تسكنين بقربها |
وقبرك برد الماء سحاً وديما |
ولا زال فيه المسك يعلو أريجه |
وينبت وشي الزهر فيه المنمما |
ويفرشه من سندس راق حسنه |
وإستبرق فاق النعيم المتمما |
ويسقيك ربي سلسبيلاً بفضله |
شراباً طهوراً يطرد الجوع والظما |
كذلك من حوض النبي رحيقه |
كما المسك والكافور ماء تنسما |
ويعطيك بالقرآن إنساً وراحة |
كما كان في الدنيا أنيسك مكرما |
ويعطيك مما يشتهي كل طيب |
يسرّ كما قد كنت للطيب معلما |
ويجزيك في الجنات فاكهة الشتا |
تكون كما في الصيف والماء زمزما |
وقيها إلـهي وحشة القبر والعنا |
وبدل لها من كل ما تكره النعما |
ويارب فاغسلها بماء وبعده |
بسدر وبرد اللذين هما هما |
إلهي إلهي نقها من خطيئة |
كما قد ينقى الثوب إذ هو أزحما |
وحل عليها من رضاك سحائباً |
تكون رضا لا سخط من بعده ينما |
لتسكن ريحاناً وروحاً وجنة |
مع الأهل والأحباب دوماً لترحما |
كذالك في جار النبي وصحبه |
من الرسل والأحباب يا فوز من سما |
وقد يصطفي الرحمن عبداً لقربه |
كما يصطفي خير الأنام تكرما |
لقد كنت شمساً للضعيف مضيئة |
وكنت إذا اشتد الزمان له النعما |
وصومك عن قول القبيح وفعله |
كصبرك في صوم الهواجر للظما |
لأنك نبراس العبادة والتقي |
وأنك رمز للسماحة أينما |
وصفحك عند الظلم كالنخلة التي |
تجود بطيب التمر دوماً لمن رما |
ولست بمن يغتاب ناساً بقوله |
ولست بمن ينمي كمن خان أو نما |
عملت بقول الله أمراً لنسوة |
"وقرن" فلم تمشي إلي غير ما هما |
وهمك هم الدين لا هم عابث |
إذا ذكرت أخراه في السبق أحجما |
كذلك ما قال الرسول بأن يقل |
من الخيرهذا العبد أو يصمتا فما |
أمرتِ بمعروف وانكرت ضده |
فلا خير في من لا يري فعلك الأسما |
وفضلك عمّ الناس والعطف عمهم |
جميعهم، بل أنت كنت الأبَ الأما |
كففت فلا شر لديك بمختشى |
وبذلك للمعروف أيقنته علما |
تجسد فيك الخير مذ كنت طفلة |
فزدتِ وما يزداد إلا تقدما |
تساميتِ في فعل الحرائر عفة |
وعلمتنا نهج الحبيب المقوما |
فنحن علي الدرب الذي قد رسمته |
فكل الذي يرضيك قد كان أقدما |
دعونا لك المولى بواسع رحمة |
ويرحم ربي مَن عليك ترحما |
ويجزي إلهي والديك بفضله |
ويجزيك عنا الخير يسمو إلي السما |
بجاه إمام المرسلين محمد |
عليه صلاتي مع سلامي دائما |