سرُّ السعادةِ في القناعة والرضَا
ومحبةِ الإنسانِ للإنسانِ
ومحبةِ الأشياءِ دونَ تطلُّعٍ
وتأمُّلٍ للهِ في الأكوانِ
جلًّ السعادة أن تواسيَ مُجْهَداً
وتُبَلْسمَ الأوجاعَ بالإحسانِ
وتقيلَ عاثرَ أو تغيثَ مكبلاً
بهمومهِ من شدةِ الأحزانِ
الأُنْسُ إسنادُ الضَّعِيفِ وجَبرُهُ
من كسرِهِ واغاثةُ اللهفانِ
هو أن يعيشَ القلبُ حالةَ غيرِهِ
ويفيضَ في أيامهِ بحنانِ
ويعيشَ عيشةَ راحلٍ ومودعٍ
طلْقِ المحيا مفعمٍ بتفانِ
لا يرتجي من دون ربٍ حاجةً
ويخافُ من بغيٍ ومن حرمانِ
هذا الذي يحيا بغير تزلفٍ
للناس أو بمذلةٍ وهوانِ
هذا الذي ملك السعادة كلها
ومضى بعزمٍ ليس فيه توانِ
لهو الذي عاش الحياةَ حقيقةً
من غير إسفافٍ ولا أدرانِ
هائل الصرمي