يراعي يغازل بنت الشفة
يصب لها الحبر كي ترشفه
عيوني تراقبها لتقوم
و قلبي مشاعره مرهفة
أقلبها مثل أم رؤوم
أرش لها العطر في المنشفة
حنان الرجال إذا كان حال
حناني الذي في المحاني صفة
أنا ألد الشعر يا شعراء
إذا خطفوه من الأرصفة
أنا أنزف الشعر مثل الدماء
و كم يؤلم الجرح أن ننزفه
على فطرة الله دون ادعاء
و وحيٌ من الله لا معرفة
عذابٌ و سهدٌ بليلٍ طويل
و كل القصائد مستنزفة
وقد أورد المتنبي الهلاك
و سلط عمْرا على طرفة
يمجدنا الناس حين نموت
و من كرّم الميْت ما أنصفه
فلا تحسدوا شاعرا في الحياة
و كل قرى الشعر مستضعفة