سبقها عطرها دون إذن, وضعت حقيبتها فوق المنضدة ثم نظرت فى عيونى وتبسمت , وقبل أن تغلق شفتيها وضعت سيجارتها ثم سألتنى اللهب !, ربما دقيقتان من الصمت ثم أخرجت من حقيبتها دفنرها الأحمر , من أنت؟, ومن أين؟, ولماذا جئت لبلادِ تجاهد كى تستعيد ذاكرة أمجادها ؟ , صعيدى قتلته البداوة ومات حلمه فى ميدان النخاسة , أحرقت سفنى وبصقت على الشاطئ , ثم شرعت أصارع الموج ربما صادفت وطن , القيت كل براعمى فى حقول "ريزا" وغرست فى غابات "ازمير " وردة حمراء , صامتةٌ هى, كل شئ فيها ينطق رغم السكون!, عيناها على شفتى تبحث بين الكلمات عن معنى الفقد!, أهدتنى سيجارة ربما تبتزنى كى أطيل !, عن يناير , عن الحلم أحكى, عن دماء ثورة سقطت على الأسفلت بلا ثمن , عن حلم وطن داسته أقدام تجيد مباغتة الرمل والحصى!, وضعت اصابعها على شفتى ثم دنت تطبع قبلة تشبه مشاكسة الريح لغصن بارد !, ثم أخرجت من حقيبتها صورة مندريس وأربكان , باغتتها دمعة تستجدى كفى فناولتها !
,انحنت تقبل كفى ثم رسمت عليه بأحمرها هلالا تتوسطه نجمه !