عُدتُ للشِّعرِ وعادَ الشِّعرُ لِي
فَتَلاقَى خيطُهُ في مِغزَلِي
واندفقنا في شرايينِ المَدَى
لغةً حُبلى ببوحٍ مخملِي
ما أنا من دونِهِ إلا كما الــ
ــمرءِ إذ يفقِدُ نورَ المُقَلِ
أو كمَن قد حُطِّمَت آمالُهُ
فَهَوَى نحوَ الحَضِيضِ الأسفَلِ
***
إيهِ يا شِعرُ حنانيكَ فَكَم
في هزيعِ الصمتِ غابت جُمَلي!
وَذَوَى صَوتي كسِيرًا، وخَبَا
بين جنبَيَّ غِناءُ البُلبُلِ
***
أنتَ ظِلِّي، توأمي منذُ الصِّبا
قَدَرِي -يا شِعرُ- منذُ الأزَلِ
كم توحَّدنا فصُغنا نجمةً
تمنَحُ الكونَ ضياءَ الأملِ!
وربيعًا من حُرُوفَ غَمَرَت
وجنَةَ الأرضِ بدفءِ القُبَلِ
فلتَدُم لي مؤنِسًا في وَحشَتِي
ورفيقًا في دياجي السُّبُلِ
نعبُرُ العمرَ معًا.. نمضِي إلى
سَدرةِ المعنَى البعيدِ الأجملِ
***
عُدتُ للشِّعرِ فقلبي لم يزَل
شاعريًّا.. حالمًا بالمُثُلِ
نبضُهُ يهفو لذِكرَى أشعَلَت
جذوةَ الحبِّ البريءِ الأوَّلِ
ومُناهُ أن يرى ملءَ الضُّحَى
وطنًا عنهُ الرزايا تنجَلِي
يَعتَلِي مجدًا مُنيفًا، يَرتدِي
مِن هناءِ العيشِ أبهَى الحُلَلِ
عبد الله محمد الشميري
21 يوليو 2023 - صنعاء