سألتُ الناسَ عن أهلي وعن داري
فردَّ الناسُ: لا ندري….
..فكلُّ الأهلِ قد رحلوا
ألم تسمعْ عن الإعصارِ يا ولدي!؟
فجبتُ الأرضَ لا أدري..
إلى أين المسيرُ!؟ ومن تراني قد أكونُ!؟ وأين كنتُ!؟ وأيُّ إعصارٍ أصاب الأرضَ إن صدقوا!؟
وبين اليأسِ والأفكارِ في رأسي..
بدا خيطٌ من الآمالِ يسحبني
إلى أرضٍ بها قومٌ على آثارِهم وردُ
وفوق رؤوسِهم ودُّ
فتابعتُ المسيرَ وفجأةً قد أبصرت عينايَ أمًّا لم تجفَّ دموعُها بعدُ
تنادي: عدْ إلى قلبي فلم يبصرْ غدًا أحدُ
فأنت الصمتُ والنجوى وأنت الدمعُ في مهدي ونورُ العينِ والسندُ
وذي أمي…
وتحملُ صورةً مني عليها بعضُ أشعاري
بها بيتٌ يباغتُ كلَّ أفكاري…
به دمعي…
"أنا الماضي على صغري
وأنتِ من الحياةِ غدُ"
فحاولتُ المرورَ محطِّمًا كلَّ العوائقِ رغم ذلك لم تزلْ قدمي على نفسِ المسافةِ لم يحرِّكْ ساقَها جهدُ
فسال الدمعُ من عيني
وطار الحرفُ من ثغري يحلِّقُ عاليًا حتى يغرِّدَ في مسامعِها
إلى أن أبصرت عيني…
"حذاري.. قلبُ إنسانٍ تحطَّمَ منذ أعوامٍ ويشكو ما لهُ مددُ"
وذا قلبي…
وأمي وحدُها تكفي إذا لم يأتِني أحدُ
هي الدنيا وما فيها وكلُّ الناسِ والعددُ
أدام اللهُ بسمتَها
فلولاها لما جئْنا إلى الدنيا…
…ولا عدْنا إذا مال الأسى منَّا…
ولم يسمعْ بنا فردُ
فداكِ الروحُ يا أمي
أنا الماضي وأنتِ غدُ
..
فداكِ الروحُ يا أمي
أنا الماضي وأنتِ غدُ