ما يزال ذلك اللحن الذي سمعناه وقتها يشجيني، مر عقد ويزيد، وكلما سمعته تجددت في نفسي الفرحة والرهبة والحزن المرير، وكأنه اليوم .. كأنك للتو تذوقت حلاوة حلمك .. وللتو مت .. وللتو لا أزال أضغط جراحك بكل قوتي وأنا أخشى أن أخفف ضغط كفي ويكون غياب النبض في عنقك وهما .. أخشى أن أقتلك وإن كنت أعلم علم اليقين حينها أن تلكما العينان ليستا عينان من عالمنا.
التعزية الوحيدة هي أنك لم تتجرع الفرح تجرعا لتسقى المر بعده فورا، لم تشبع انتصارا لتكتشف بعدها أنك ما ملات قلبك الا هزيمة. انتهت الرحلة عندك في ذروة الفرح .. قمة النصر .. رحلت وأنت واثق أن أحبتك سيكونون بعدك بخير .. لا يهم أننا لم نر قط الخير الذي تأملته، المهم أنك رحلت موقنا به