أحدث المشاركات
صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 47

الموضوع: تعقيبات على كتب العروض

  1. #31
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,886
    المواضيع : 215
    الردود : 2886
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي

    جاء في "المدخل إلى تحليل النص": (الترفيل زيادة سبب خفيف على وتد مجموع بعد مدَ، وبه فاعلن - ب -، تصبح فاعلاتن - ب - - ، متفاعلن ب ب - ب -، تصبح متفاعلاتن ب ب - ب - - .
    التذييل: زيادة حرف ساكن على وتد مجموع بعد مدَ، ............
    التسبيغ: زيادة حرف ساكن على سبب خفيف بعد مدّ ............). [ص: 212 - 213].

    قلتُ:
    قول مؤلفي كتاب "المدخل إلى تحليل النص": (بعد مدّ) لعله وهم وقع منهم، وظاهر كلامهم يشير إلى الألف التي تظهر في كتابة التفعيلة بعد أن تقع عليه علّة من علل الزيادة الثلاث، فمثلا:
    فاعلن تصبح بالترفيل فاعلاتن، والألف هنا ليست سوى نون ساكنة قلبت ألفاً؛ لتحسين اللفظ، والأصل هو: فاعلنْتن.
    وفاعلن بالتذييل تصير إلى: فاعلان، والأصل فيها: فاعلنْنْ، فنقلت إلى: فاعلانْ؛ لتحسين اللفظ فحسب.

    وهنا مبحث مهم:
    اختار الخليل بن أحمد للتفاعيل ما اختاره في بنية الكلمة في علم الصرف، فجعل (فعل) الفاء والعين واللام هي أساس بناء التفاعيل، وأضاف إلى ذَلك من الحُروف الزَّوائد سَبعة، وهي: الألف، والياء، والواو، والسِّين، والتاء، والنُّون، والميم.
    وجمعت في قولهم: "لمعتْ سيوفنا"، ويقال لها أحرفِ التفاعيل أو حروف التفعيل، أو حروف التقطيع.
    وإذا وقع على التفعيلة (الجزء) تغيير من زحاف وعلَّة، يطرأ على بنْيتِها تغيير لفظي، فإذا كان مألوفا ترك كما هو،مثل (مَفَاعِيلُنْ) و(فَعُولُنْ) إذا دخلهما القبضُ، يصبحان (مَفَاعِلُنْ) و(فَعُولُ) فيبقيان كما هما من دون تحويل أونقلٍ.
    وكذلك (فَاعِلُنْ) إذا دخلها الخبنُ، فتكون (فَعِلُنْ)، ومثلها (فَاعِلَاتُنْ) إذا خُبِنتْ تُترك على شكلها الجديد: «فَعِلَاتُنْ»، وكذلك إذا دخلها الكف (فاعلاتُ) فلا تنقل.
    أمَّا إذا كان لفظ التفعيلة (الجزء) بعد التغيير غيرَ مألوفٍ أو ثقيلا؛ فيُنْقل إلى لفظٍ مألوف تحسيناً اللفظ، بشرط أن يحتوي هذا اللفظ المنقول إليه الحروف الثلاثة الأساس (فَـ عَـ ل) التي يقال لها حروف الوزن.
    ومن أسباب النقل والتحويل:
    (1) أنْ يَسْقُط أَحدُ أحروف الوَزن (فعل)، بتغيير يطرأ من زحافٍ وعلل. مثل الحذف في مفاعيلن فتصبح (مفاعي)، فليس بها اللام، فتنقل إلى (فعولن). و(متفاعلن) إذا وقع بها الحذذ تصير إلى (متَفا) وليس بها العين ولا اللام، فتنقل إلى (فَعَلُن). و(فعولن) إذا خرمت صارت (عولن) فليس بها الفاء، فتنقل (فَعْلُنْ).
    (2) ألَّا يسقط حرف من حروف الوزن الثلاثة، ولكنْ يُسْتثقَل النُّطق بهِ، مثل (فاعلاتن) تصبح بالحذف (فاعلا) فتنقل إلى (فاعلن).
    و(مَفْعُولَاتُ) إذَا دَخلها الكشْفُ أوالكَسْفُ، فَتصيرُ (مَفْعُولَا) فتنقل إلى (مَفْعُولُنْ)، أو دخله الكشفُ والطيُّ معًا فَيصيرُ (مَفْعُلا) فينقل إلى (فَاعِلُنْ).
    (3) أن يستوجب التغيير الوقوف على ساكن غير النون، مع وجود حروف الوزن، فإذا قطعت (فاعلُنْ) أصبحت (فاعلْ)، فتنقل إلى (فَعْلُنْ). وفاعلاتن إذا دخلها القصر أصبحت (فاعلاتْ)، فتنقل إلى (فاعلان). وهذا قريب من التفسير الثاني.
    قال ابن جني في الخصائص عن منهج الخليل صاحب العروض: (ألا ترى أن الخليل لما رتَّب أمر أجزاء العروض المزاحفة، فأوقع للزحاف مثالًا مكان مثالٍ عدل عن الأول المألوف الوزن إلى آخر مثله في كونه مألوفًا، وهجر ما كان بقَّتْه صنعة الزحاف من الجزء المزاحف مما١ كان خارجًا عن أمثلة لغتهم.
    وذلك أنه لما طوى "مُسْ تَفْ عِلُنْ " فصار إلى "مُسْ تَعِلُن " ثناه إلى مثال معروف وهو "مفتعلن" لما كره "مُسْتَعِلُنْ" إذ كان غير مألوف ولا مستعمل. وكذلك لما ثرم "فَعُولُنْ" فصار إلى "عُولُ" وهو مثال غير معروف عدله إلى "فَعْلُ". وكذلك لما خبل "مُسْتَفْعِلُنْ" فصار إلى "مُتَعِلُنْ" فاستنكر ما بقي منه جعل خالفة الجزء "فَعَلَتُنْ" ليكون ما صيِّر إليه مثالًا مألوفًا، كما كان ما انصرف عنه مثالًا مألوفًا. ويؤكد ذلك عندك أن الزحاف إذا عرض في موضع فكان ما يبقى بعد إيقاعه مثالًا معروفًا لم يستبدل به غيره. وذلك كقبضه "مفاعلين" إذا صار إلى "مفاعلن", وككفه أيضًا لما صار إلى "مفاعيل", فلما كان ما بقي عليه الجزء بعد زحافه مثالًا غير مستنكر أقرَّه على صورته ولم يتجشَّم تصوير مثال آخر "غيره" عوضًا منه, وإنما أخذ الخليل بهذا لأنه أحزم وبالصنعة أشبه.). [مج 2 / 69].
    في روحك الطائيُّ يهمس والها = واهٍ وريثي في ندى الكلماتِ (أهداه لي : عبدالله العبدلي)

  2. #32
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,886
    المواضيع : 215
    الردود : 2886
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي

    جاء في "المدخل إلى تحليل الص الأدبي وعلم العروض ":
    (وتقوم الكتابة العروضية على أمرين، هما: أ- ما ينطق يكتب. ب- ما لا ينطق لا يكتب.) [ص: ٢١٤].



    قلتُ:
    نعم هذا صحيح، ولكن هناك استثناء قد يخفى على عامة المنشغلين بعلم العروض، وهو إذا جاءت كلمة بها ساكنان متجاوران، مثل: حاجّ، حواسّ، هامّ، طامّة، صاخّة، ……..

    فمثلا قولك: حاجٌّ ، تكتب عروضيا هكذا:حجْجُن، ووزنها: فَعْلُنْ.
    وقد عالج النص القرآني هذه الظاهرة بالمد اللازم، وحيث المد لا يحتسب في الميزان العروضي وجب إسقاط الألف.



    مبحث:
    مسألة اجتماع ساكنين في حشو الشعر:
    العرب تكره التقاء ساكنين في غير الوقف ، ولهم تقنيات تتعامل مع هذه الظاهرة
    من أبرزها : تحريك الساكن الأول، أو حذفه، أو الإتيان بالمد اللازم قبل الانتقال من ساكن لآخر، ... إلخ.
    وقد يلتقي ساكنان في كلمة واحدة مثل: الحاجّ ، الحاقَّة ، الطامَّة ، الجانَّ ، الدَّاهية ، الشَّابَّة .
    و قد يلتقيان في كلمتين متجاورتينِ، وهذا كثير جدا: (قل هو اللهُ أحدٌ . اللهُ الصمد) ، سعى الرجل ، مِنَ الكتابِ ، ......

    وقد عَرضتْ لي مسألة دعت لكتابة هذه الكلمة و هي ورود كلمة الحاج في قصيدة لي :
    شــريــعـةُ الله لـــلأبــرارِ مــنـهـاجُ = وكُــلُّــنَـا لـــعـطـاءِ الله مــحــتـاجُ
    أهـلا وسـهلا بـضيفِ الله في كرمٍ = وكُـلّـنَـا خـــادمٌ يـــا أيُّــهـا الـحـاجُّ
    نـرجـو بـخـدمةِ ضـيفِ الله جـنتَهُ = وخـدمةُ الـحاجِّ لـلفردَوسِ معراجُ
    عَسَاكرُ النُّورِ تَحمي الحَاجَّ تَحْرُسُهُ = كَـأَنَـهَمْ فــي سُـمُـوِّ الـقَـصْدِ أَبْـرَاجُ

    فقيل لي: ( الحَاجُّ) اجتمع فيها ساكنان هما الألف المدية والجيم الساكنة المدغمة في مثلها، ولا يجوز اجتماع ساكنين في حشو الشعر .
    والذي أشكل عليهم الألف فظنوا أنهم يمدونها كما يفعلون بمثيلاتها في القرآن ، و القرآن ليس من جنس كلام البشر، فلا هو بشعر و لا بنثر، بل هو وحيٌ يوحى، و إن نزل بلسان العرب .
    و يتعامل _في الشعر_ مع كل لفظة فيها ألف مدية تلاها ساكن بحذف الألف في درج الكلام، و لا تظهر تلك الألف في الميزان العروضي.

    لماذا أشكل عليهم لفظة (الحاجّ) و مثيلاتها في الشعر؟
    لأن المد الذي جاءت بها القراءات الشريفة صارت كالحركة للألف ، وهذا كلام ابن جني في الخصائص في باب (
    علل العربية كلامية أم فقهية) ، وفيه : ( و مما نحن بسبيله مذهب يونس في إلحاقه النون الخفيفة للتوكيد في التثنية ، وجماعة النساء ، وجمعه بين ساكنين في الوصل ، نحو قوله : (اِضْرِبَانِّ زيدًا) ، و (اِضْرِبْنَانِ عُمَرًا) وليس ذلك_ وإن كانَ في الإدراج_ بالمتتنع في الحسِّ ، وإن كان غيره أسوغ فيه منه ، من قِبَلِ أنَّ الألف إذا أشبع مدُّها صار ذلك كالحركة فيها ، ألا ترى إلى اطراد نحو: (شَابَّةٌ ) و ( دَابَّةٌ ) و (اِدهامَّتْ) و (الضَّالِّين).
    فإن قلت : فإنَّ الحرف لما يكونُ مدغَمًا خفِي ، فنَبَا اللسانُ عنه و عن الآخر بعدهُ نبوةً واحدة ، فجريَا لذلك مجرى الحرف الواحد ، وليست كذلك نون (اضربانِّ زيدًا) و ( أكرمْنَانِ جعفرًا) ؟
    قيلَ : فالنون الساكنة ايضا حرفٌ خفيٌ فجرت لذلك نحوًا من الحرف المدغم ، وقد قرا نافع : ( محيَايَ و مَمَاتي) [سورة الأنعام ، آية:162] بسكون الياء من ( محيايْ) وذلك لما نحن عليه من حديث الخفاء ،.......) أ.هـ

    ثم طرح السائل هذا السؤالَ : لماذا لا نخفف الجيم من الحاج ، فنلغي التقاء الساكنين ، إن أمن اللبس؟
    قلتُ: الحاجُ بتخفيف الجيم فيه اللبس بعينه ؛ لأن الحاجُ جمع حاجَةٍ ،وحاجَةٌ تجمع على حاجَاتٍ و حوائجَ وحاجٍ .
    وإنما يسعنا ما وسع العربَ قديما، وهم أهل الفصاحة، وهم أدرى بمعاني الكلام وأهدى بمسالكه ، و بالتأمل نجد أن اللبس يدفع بأمرين :
    أولهما : الرسم الإملائي ، و ثانيهما : فهم المراد من سياق الكلام
    وخير مثال قول الله تبارك و تعالى حكاية عن سيدنا داوود وابنه سليمان، عليهما وعلى نبينا الصلاة و السلام : (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15))[ النمل].
    فقوله عزَّ وجلَّ: (وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ)، التقى فيه ساكنان فسقطت ألف التثنية الفاعل و همزة الوصل ، و أصبحت (قالا) والتي تسمع: (قالَ) في النطق، ولكنَّ المستمعَ يعرف معنى التثنية من السياق، و القارئَ يعرفه كذلك مع نظره في الخط، فالألف و الهمزة لا تسقطان خطَاً، بل نطقا، عند الوصل أمّا عند الوقف فالألف باقية . والله أعلم.

  3. #33
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,886
    المواضيع : 215
    الردود : 2886
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي

    جاء في " المدخل إلى تحليل النص الأدبي وعلم العروض":

    (١). (ج- تزاد الألف في بعض أسماء الإشارة، مثل: هذا هاذا، هذه هاذه، الله اللاه). [ص: ٢١٤].


    قلت: لفظ الجلالة ليس من أسماء الإشارة.



    (٢). (أما إذا أورد البناء في كلمة الكتب محركة بالكسر فإن عليه أن يلتزم كسر الباءات فيما يلي من الأبيات). [ص: ٢١٧].



    قلت: قولهم (البناء) تصحيف، تصويبه: الباء.

  4. #34
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,886
    المواضيع : 215
    الردود : 2886
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي


    جاء في "المدخل إلى تحليل النص الأدبي":

    (١) قول مؤلفِيه: (أنواع القافية: تنقسم القافية من حيث الروي إلى قسمين هما:
    الأول؛ القافية المقيدة …..
    الثاني: القافية المطلقة …..
    ب - ما كان لوصله خروج …. ) .[ص: ٢١٨ - ٢١٩].

    قلتُ:
    لو قالوا: من حيث حركة الروي، لكان كلامهم أكثر دقة. ولم يذكروا أنواع القوافي التي يجب ذكرها من القسمين الأساسين في هذا الباب. وأما قولهم (ب - ما كان لوصله خروج ) فقد أوردوه دون ذكرٍ لشيء يسبقه، بمعنى أن الأمر يبدوا كأن شيئا سقط من كلامهم، فجاء بعد تعريف القافية المطلقة ذلك القول، وهو مبهم.

    ولشرح أنواع القوافي حسب حركة الروي، أقول:
    تنقسم القافية حسب حركة رويِّها على قسمين، هما: قافيةٌ مُطْلَقَةٌ، وقافية مُقيَّدة.
    (أ) القافية المُطْلَقَةُ:
    القافية المُطْلَقَةُ هي التي تحَرَّكَ رَوِيُّها، ويتفرع منها ستة أنواع، هي:
    (1) القافية المطلقة المجرَّدة من التأسيس والردف، والموصولة بحرف مدّ.
    قال عبده فايز الزبيدي، في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    قَدْ أَكْمَلَ اللهُ عِقْدَ الأنبياءِ بِهِ = بِخَيْرِهِمْ أنبِياءُ اللهِ قَدْ خُتِمُوا
    فالقافية هي: قَدْ خُتِمو (/ه///ه)، ونوعها مُطلقة متراكبة، وهي ميمية؛ لأنَّ حرف رويها الميم. والمَجْرَى الضَّمَّة.
    (2). القافية المطلقة المجرَّدة من التأسيس والردف، والموصولة بحرف الهاء.
    قال أحمد بن الحسين (المتنبي):
    فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ = وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ
    القافية هي: مَجْدُهُو (/ه//ه)، الروي الدال، فهي دالية، والمجرى الضمة، والهاء الوصل. والواو (الخروج) في (مَجْدُهُو) ناشئة عن إشباع _مَطْلِ_ الضمة وهي حركة الهاء ويقال لها النفاذ .
    (3) القافية المطلقة، المؤسسة الموصولة بحرف مدّ. قال أبو العلاء المعري:
    ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً = تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جَاهِلُ
    القافية: (جَاهِلُوْ /ه/ه)، وهي مطلقة مؤسسة، ورويها اللام، فهي لامية، والمجرى الضمة، والدخيل الهاء.
    (4) القافية المطلقة المؤسسة الموصولة بحرف الهاء. قال عدي بن زيد:
    في ليلة لا نَرَى بها أحَداً = يَحكي علينا إلاَّ كوَاكُبُها
    القافية: (وَاكُبها /ه///ه)، الألف الأولى تأسيس، والباء روي، والكاف دخيل، والهاء وصل، والألف بعدها خروج.
    (5) القافية المطلقة المردوفة والموصولة بحرف مدّ. قال عروة بن الورد:
    دَعيني لِلغِنى أَسعى فَإِنّي = رَأَيتُ الناسَ شَرُّهُمُ الفَقيْرُ
    القافية: (قِيرُوْ). فالروي الراء، والواو الوصل وهو حرف المد الذي وُصِلَتْ بِهِ، والياء الساكنة قبل الروي حرف الردف.
    (6) القافية المطلقة المردوفة والموصولة بحرف الهاء.
    قال لبيد بن ربيعة رضي الله عنه:
    فَبَنى لَنا بَيتاً رَفيعاً سَمكُهُ = فَسَما إِلَيهِ كَهلُها وَغُلامُها
    القافية: (لامها)، الروي الميم، والألف قبله رِدف، والهاء بعد الروي وصله، والألف بعد الهاء الخروج.
    تنبيه: إذا كانت القافية مؤسسة فلا يقع فيها الردف، والعكس صحيح. فالتأسيس والردف لا يجتمعان في قافية أبَدَاً.
    (ب). القافية المُقَيَّدَةُ:
    القافية المقيّدةُ هي التي سُكِّنَ رَوِيُّها، وتكون وجوبا في الأضرب التي تنتهي بساكنين، مثل مجيء (متفاعلانْ) في مجزوء الكامل، والسريع الذي ضربه (فاعلانْ)، والرمل الذي ضربه (فاعلاتْ). ويتفرع عن القافية المقيّدة ثلاثة أنواع، هي:
    (1). القافية المقيَّدة المُجَرَّدَة من الردف والتأسيس، قال المثقّب العَبْدي:
    حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لا = وقَبِيحٌ قولُ لا بَعْدَ نَعَمْ
    القافية: (بَعْدَنَعَمْ /ه///ه) الروي الميم الساكنة. والفتحة هي التوجيه.
    (2). القافية المقيَّدة المردوفة، قال سعيد زهور عدي:
    كَريمُ الخِصالِ لطيفِ المَقالِ = جزيلُ النَّوالِ جميلُ الفِعالْ
    القافية: (ـعَالْ) الروي اللام الساكنة، والألِفُ قبلها ردفها.
    (3). القافية المقيّدة المؤسسة، شاهدها قول ابن عبدربه الأندلسي:
    يا ساحِراً مَا كُنْتُ أَعْـ = ـرِفُ قَبْلهُ في الناسِ ساحِرْ
    القافية: (سَاحِرْ)، الروي الراء الساكنة، والحاء الدخيل، والألف قبل الدخيل حرف التأسيس.


    تنويه:
    يعرف عني بعض الأحبة من أهل العروض أني أرى أن يعامل حرف الهاء في القوافي معاملة سائر حروف الهجاء، وكذا الحال مع الكاف.وإنما ذكرت الوصل بالهاء جرياً على المشهور، وقد ذكرت ذاك الرأي في مقالات نشرتها على الأنترنت. وسأخصص لها مساحة هنا، بإذن الله تبارك وتعالى.
    ...............................................

    (٢) قالوا : (الردف: وهو حرف مدّ يكون قبل الروي سواء كان الروي ساكنا أم كان متحركا). [ص: ٢٢٠].
    ثم قالوا: (…… والردف حرف علة يسبق الروي مباشرة….). [ص: ٢٢٣].

    قلتُ:
    التعريف الأول ناقص، والثاني لا يصح.
    فحرف الردف يكون أحد ثلاثة هي: الألف والواو والياء الساكنة، ويكون الردف حرف مد، كما يكون حرف لين، ويجوز اجتماع الواو والياء في قافية، ولا يكون مع الألف واحد منهما.
    أما التعريف الثاني فليس بصحيح لأن حرف العلة ( و، ي) قد يكون متحركا أو ساكنا، والردف لا يكون إلا ساكنا. أما الألف فلا تأتي إلا ساكنة وما قبلها يأتي مفتوحاً وجوبا.

    مبحث:
    حروف العلة هي: الواو والألف والياء. وهذه الحروف:
    - إذا وقعت ساكنة بعد حركة تجانسها، وهي الفتحة قبل الألف، والضمة قبل الواو، والكسرة قبل الياء نحو: قَام يقُوْم يقِيْم، سميت حروف المدّ . وهذه يشمل الحروف الثلاثة. والألفُ لا تكون إلا ساكنة، و لا يكون ما قبلها إلَّا مفتوحاً وجوبا.

    أما (و، ي):
    - فإن سكنا، وقبلهما حركة لا تناسبهما (وهي الفتحة) فهما حرفا لينٍ، نحو: فرعَوْن، خَيْر.
    - فإن تحركا، فهما حرفا علة فقط نحو: حَوِرَ، هَيَفَ.


    (٣) وقالوا: (فحرف التأسيس هو الأف ….). [ص: ٢٢٣].

    قلتُ: قولهم(الأف) تصحيف، تصويبه (الأَلِف).

  5. #35
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,886
    المواضيع : 215
    الردود : 2886
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي

    (1) في البحر الطويل لم يحفل مؤلفو كتاب "المدخل إلى تحليل النص الأدبي وعلم العروض" بتسمية أعاريض واضرب البحر الطويل، بل يأتون بصورة الضرب دون تسميتها أو بيان ما طرأ عليها إن أصابها تغيير، وأمَّا العروض فيستسمح لأنها صورة واحدة مقبوضة: مفاعلن.
    وكذلك الحال في عرضهم الزحافات والعلل التي تخص البحر.
    فمثلا يقولون في بحر الطويل: (أعاريضه وأضربه:
    أ- مفاعيلن كقول الشاعر:

    أبا مُنذرٍ أفنيتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا = حَنانيكَ بعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ.
    ب - - ب - -- ب- - ب - ب- = ب - - ب --- ب- ب ب - --
    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن = فعولن مفاعلين فعولن مفاعلين
    ........،.
    ب- مفاعلن كقول الشاعر: ...... إلخ.

    زحافات بحر الطويل: أ- القبض: حذف الياء من مفاعلين ........). [ص: 231 - 232].
    وعلى هذا المنوال يجرون في كتابهم، وهو نهج يجري عليه بعض الكُتَّاب اليوم؛ طلبَاً للتسهيل. وهو مقبول عند من له خبرة جيدة بعلم العروض والقافية، وهو صعب ومبهم عند المبتدئين؛ لأن الاختصار الشديد لمادة علمٍ من العلوم يكون بعد معرفة الدارس لمادة ذلك العلم، والإلمامِ بها وفهمها فهماً صحيحا وجيدا.

    تنويه:
    يهتم أهل العروض بالعروض والضرب، لأن الأولى تكون في آخر الصدر (المصراع الأول) فتفْصِل بين الصدر والعجز، فتمنع تداخل مصراعي البيت، وإذا حصل تداخل من جهة اللفظ لا الوزن قيل للبيت: مدوّر أو متداخل.
    وتشتد عناية أهل العروض بالضرب_وهي آخر أجزاء العجز_ لأنه محلُّ التنوع، ويكثر فيه، ولذا قيل لآخر تفعيلة في البيت ضرب؛ لأن من معاني الضرب في اللغة: النوع.


    (2) وقولهم: (مفاعلين) تصحيف تصويبه:
    مفاعيلن، وقد تكرر هذا الخطأ عدة مرات، في [ص: 232 - 233].



    (3) وقولهم عن الطويل: (هو أكثر بحور الشعر حروفا، وأتمَّها استعمالا، فلا يكون مجزوءاً، ولا مشطورا، ولا منهوكا، ...). [ص: 231].

    قلتُ:
    كلامهم هذا فيه نظر، فقد ورد استعمال الطويل تامَّاً ومشطورا ومنصوفا.



    (4) قالوا: (بحر البسيط: مفتاح البحر:
    إن البسيط لديه يبسط الأمل = مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
    -- ب -/ ب ب -/ ب - ب - / ب ب - =


    قلتُ:
    الصواب أن يكون التمثيل، هكذا:
    - - ب - / ب ب - / - - ب - / ب ب -

  6. #36
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,886
    المواضيع : 215
    الردود : 2886
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي

    جاء في كتاب (كن شاعرا) للدكتور عمر خلوف، الصفحة رقم (88):
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن = مستفعلن مستفعلن مفعولْ
    يقول عدنان قيطاز:
    أخطُّ يا حبيبتي رسالتي = إليك من سفينة الفضاءْ
    وفي حنايا أضلعي مضطرما = كلُّ حنينِ الأرضِ والسماءْ
    منفرداً في قمرتي أشردُ أمـ = ـضي واهماً أحلم باللقاءْ

    ويقول حسن القرشي:
    مخطئةٌ جاحدتي فإنني = أنا الذي أهدهد السنين
    أحصدُ في المساءِ ألفَ نجمة = قربي لحبٍّ صادقٍ ثمين
    برئتُ من هواك يا جاحدتي= فلم تعودي منهل الحنين
    // ه // ه - // ه // ه - /ه///ه = //ه // ه - /ه/ه//ه - //ه ه

    أحسن التقطيع، وأخطأ في الوصف، فالكاتب _وفقه الله_ أورد هذه الأبيات مستشهدا بها على صورة العروض التامة السالمة (الصحيحة) وضربها المكبول المقصور، ولكنه أخطأ في وصف وزنه، وتصويب الوزن، هكذا:
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن = مستفعلن مستفعلن (فعولْ
    )
    ولا اعلم أن (مفعولْ) من بدائل مستفعلن في الرجز،_ والله أعلم_ بل تأتي ( مستفعلْ = مفعولن) بعد قطعها، وإذا خبنت المقطوعة صارت إلى متفْعِلْ = فعولن، ثم إذا قُصرتْ صارت إلى (فعولْ)، كما في الأمثلة السابقة.

    أضع بين يدي أساتذتي هذه المسألة، وربما أكون مخطئاً، فالأمر شورى.


  7. #37
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2022
    الدولة : الاردن
    المشاركات : 137
    المواضيع : 28
    الردود : 137
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي تعقيب

    تصحيحك أستاذنا الكريم لصيغة هذا القالب المقترَح من الرجز في مكانه:
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن .... مستفعلن مستفعلن فعول

    فهي فعولْ ( //0 0) ، وليس مفعولْ ( /0 /0 0 ) كما أوردها خلّوف سهواً- (كن شاعراً ص 84). وهو خطأ كتابي ناتج عن السهو، ولو انتبه له عمر خلوف لقام بتصحيحه.

    والأمر كما قلت أستاذنا الكريم، فالأجزاء المعلولة ليست بدائل للأجزاء الصحيحة السالمة أو المزاحفة. ذلك أن العرب لم تلجأ للعلل إلّا من اجل تنويع القوالب بتعديل أطوالها، فالعلة متى وقعت ثبتت لأنها تحكم أطوال القالب؛ ألا ما كان من أمر علة التشعيث في ضرب الخفيف التام، وعلة القبض في عروضة القالب التام من المتقارب، وهذه لها حديث منفصل ليس هذا المكان مكانه.

    أما الزحاف فقد لجأت إليه العرب للتنقل بين الصورة الأولية للقالب والصورة الثانوية له، ذلك أن اللغة مهما كانت مطواعة كالعربية، فلن تطيق قريحة الشاعر العربي سكبها في الإيقاع الأولي للقالب على طول الخط، أو سكبها في الإيقاع الثانوي على طول الخط. ولذلك، فهي التي تتنقل بينها "البدائل" بحسب طريقة عمر خلّوف في شرح العروض العربي التي تتجاهل مسمّيات الزحاف على أجزاء نظام الخليل، بداعي التسهيل وتذليل صعوبة نظام الخليل للجمهور [وكذلك هي نفسها طريقة جلال الحنفي إنما بالأرقام وبدائلها الرقمية]. فهما يتجاهلان في طريقتهما تعريفات الخليل للزحاف المركبة على فكرة الجزء، وبيان ما تُحدثه في كينونة الجزء؛ واكتفوا بذكر الصور المزاحفة باعتبارها بدائل جائزة عن الأجزاء القياسية فيما بينها. أو بدائل عن الأجزاء المزاحفة المعلولة فيما بينها.

    فليس فقط الأجزاء الصحيحة غير المعلولة لها بدائل فيما بينها بحسب طريقة خلّوف، فبعض الأجزاء المعلولة قد يكون لها بدائل معلولة مزاحفة في نظام الخليل، وهي قليلة العدد. أشهرها هي ما ذكره استاذنا عبده فايز الزبيدي، أي ( مستفعلْ /0 /0 /0 ). فـ ( مستفعلْ /0 /0 /0 ) المقطوعة (الداخلة عليها علة القطع)، لها بديل هو (متفْعِلْ //0 /0) المقطوعة المخبونة؛ فيمكن لهما أن يتبادلا المواقع في الضرب. أما في عروضة قوالب الرجز والبسيط، فيُقتصر على (متفْعِلْ //0 /0) تجنباً لعلة العكرة المهادية، فهكذا فعل العرب. (1)

    (1) راجع موضوع (اهتمام شعراء العرب بمنطقة بين الشطرين - أحكام الـمِهاد)، في رابطة الواحة- قسم العروض. وأحكام المهاد التي راعها العرب بشدة، والتي لها دور مهم في اعتبار القوالب قوالب عربية أم غير عربية، هي من مكتشفات علم عروض قضاعة.

    بعد هذا الاستعراض- وهو استعراض ليس موجهاً لعارفٍ مثلك (أي الأستاذ عبده فايز الزبيدي)، إنما هو موجّه للقراء الراغبين بالمتابعة والتعلّم- اسمح لي أن أنبه القارئ على أن توصيفك لضرب هذا القالب بعد تصحيحك للخطأ الكتابي الوارد؛ هو توصيف مستحدَث على نظام الخليل. فالخليل لم يصنع علة مركبة مع زحاف توصل الجزء (مستفعلن) إلى (متفْعْ //0 0).

    فأولاً قد قلت (***، وضربها المكبول المقصور) ، ولا ادري ما تقصد بذلك، فلم اسمع بـ "الكبل" في عروض الخليل، فهل تقصد "المخبول"، ولا أظن ذلك . لكن من تتمة كلامك بعدها، يتضح لي أنك قد وصفت (فعولْ //0 0) بأنها تمثّل ضرباً مقطوعاً مخبوناً مقصوراً للرجز (او حتى للبسيط)، أي انه بافتراضك هذا، قد أدخلت على مستفعلن علة القطع أولاً، فصارت هكذا: (/0 /0 /0 : مستفعلْ)، ثم زحاف الخبن ثانياً، فصارت هكذا: (//0 /0 متفْعلْ)، ثم علة القصر ثالثاً، فصارت هكذا: (//0 0 متفْعْ)، فنقلتها إلى (فعولْ //0 0) تحسيناً لهيئة الهندام اللغوي بعدما بقّته صنعة الزحاف والعلل على حدّ توصيف ابن جني.

    فأنت هنا جمعت بين علة القطع وعلة القصر كعلة مركبة جديدة، تدخل على مستفعلن، وما ينقصها سوى أن تصنع اسماً جامعاً لهما، على غرار علة البتر المركبة من الحذف والقطع في نظام الخليل. أمّا دخول الخبن عليها بعد القطع والقصر، فهو زحاف واجب الالتزام هنا، لأن أحكام القافية العربية لا تستسيغ الجمع بين قافية الخطوة وقافية غيرها، أي لا تستسيغ الجمع بين قافية السبب الخفيف وقافية غيرها.

    نأتي الآن إلى اقتراح عمر خلوف لهذا القالب من الرجز (هكذا):
    مستفعلن مستفعلن مستفعلن .... مستفعلن مستفعلن فعولْ
    /0 /0 //0 - /0 /0 //0 - /0 /0 //0 .... /0 /0 //0 - /0 /0 //0 - //00
    لا لا نعم، لا لا #، لا لا نعم (ت= 12) .... لا لا نعم، لا لا #، نعم Ø ، (ت = 10)

    والذي أفترضُ أن خلّوف يعتبره قالباً عربياً يتبع بحر الرجز. وأنا صاحب علم عروض قضاعة أرفض ذلك..؟ واتّهمُ الأستاذ خلوف بأنه ميّع عَروض العرب فجعله مهيئاً ليتسع لكل ما هبّ ودبّ. والبينة على من ادّعى.

    ذلك أن تأصيل خلوف لهذا القالب مأخوذ من نظم شاعر معاصر بعد الخليل (عدنان قيطاز- حسن القرشي)، فنظمهما لا يُعتدّ به من جهة التأصيل للعروض العربي، إنما قد يُعتد به من جهة التمثيل فقط فيما لو توافق مع نظام العرب.
    فعدا عن أن هذا القالب الذي يقترحه خلّوف لم يرد عن العرب المعتدّ بهم (شعراء الجاهلية حتى عصر بين الدولتين)، ومع أن عدم الورود ليس بقرينة صحيحة على طول الخط؛ لكن فوق ذلك – وهو الأهم- فهذا القالب غير موافق لقاعدة الميزان التي التزم بها العرب. وتنص هذه القاعدة على انه لا يجب أن يزيد الفرق بين الشطرين عن وحدة كمية واحدة، مهما كانت الأسباب. فالصدر هنا بطول 12 وحدة كمية، أمّا العجز فهو بطول عشر وحدات كمية. ولمعرفة المقصود بالوحدة يرجى مراجعة كتاب "المنتج الجاهز لعروض قضاعة".

    وللحديث بقية إن رغبتم بذلك.

  8. #38
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,886
    المواضيع : 215
    الردود : 2886
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي

    حياك الله يا أبا الطيب، وشكرا لك على جميل الكلام وجليل الفوائد، يا غالي!
    وأعتذر إليك خالص الاعتذار، فقد تأخرت في الرد على بعض أسئلتك الطيبة ! ومثلك يعذر أخاه.
    أما الكبل فهو اجتماع الخبن والقطع. فقد قال جارالله الزمخشري في القسطاس: ( مكبول العروض والضرب .....). [ص: 82].
    أما حول تسمية أكثر التغيّرات التي تصيب أجزاء البيت، وترك بعضها الأقل غٌلاُ دون تسمية، فستجد بعض جوابٍ في المشاركات التالية، بإذن الله تبارك وتعالى.
    وبارك الله فيك وفي علمك وقلمك!

  9. #39

  10. #40
    الصورة الرمزية عبده فايز الزبيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : القنفذة - وادي حلي بن يعقوب
    المشاركات : 2,886
    المواضيع : 215
    الردود : 2886
    المعدل اليومي : 0.48

    افتراضي

    قال أبو الحسن العروضي في الجامع في العروض والقوافي في معرض حديثه عن التغيرات في (مفعولات) التي في ضرب السريع: (... وإنما كان مفعولات ثم ذهب منه / ١٥٥/ وتد فبقي مفعو فنقل إلى فعلن كما ذكرنا وما ذهب وتده سماه الخليل في الكامل الأحذِّ. فإن شئت أن تسميه هاهنا بهذا الاسم فعلت وكان ذلك جائزا وإن شئت تتركه على جملته). [ص: 143].

    قلتُ:
    هذا الكتاب مصداق عن تطور المصطلح في العروض والقافية، فقد رأينا الكاتب تارة يجمع التغييرين تحت مسمى واحد، وتارة يذكر التغيير دون اسم مصطلح له عليه.
    فذكر أبو الحسن أن الخليل صاحب العروض _رحمه الله_ سمَّى سقوط الوتد المجموع بالحذذ، فقال: ( وما ذهب وتده سماه الخليل في الكامل الأحذِّ)، و توقف عند تسمية حذف الوتد المفروق من (مفعولاتُ)، وخيَّر القارئ بين تركه غفلا بدونِ اسم، وبين أن يسمّيه بالأحذِّ، على غِرار الكامل الأحذ.
    والحقيقة أن من جاء بعد أبي الحسن فرَّق بين حذف الوتد المجموع وحذف الوتد المفروق، فسمَّى حذف الوتد المجموع بالحذذ، فهو أحذُّ، وسمى حذف المفروق بالصَّلم، فهو أصلمُ أو مصلوم.
    ومثله وصفه للمكانفة في المنسرح، مع عدم ذكر الاسم _المكانفة_ وذلك في صفحة 148 من الجامع.
    وقد تهيَّب أبو الحسن من تسمية ما لم يسمه الخليل من تغيرات، فقال: (.... وكذلك كان ينبغي أن يسمى هذا وما أشبهه بأسماء يعرف بها وقد ذكر أمثال هذا في مواضع ولم يسمه البتة . وقد يمكن أن تسمي هذه الأجزاء التي لم يسمها الخليل بأسماء تحصر معانيها وتدلّ على ما صنع الزحاف فيها نحو المجدود والمجدوع والمجبوب وما أشبه ذلك. ولو ذهبنا أن نسميها لم نَخْلُ من اللائمة إذ كان هذا الرجل قد بان من فضله ما تقبح به الزيادة عليه والتقدم بين يديه ولسنا نشك أنه كان على ذلك أقدر وبتسميته أجدر فترك هذا على ما وجد أولى لأن قصدنا في هذا الباب أن نشرحه ونقربه فأما الزيادة فيه فليس بنا حاجة إليها). [ص: 143].

    ولتلخيص الكلام:
    - ترك الخليل تسمية بعض التغيرات.
    _ تهيَّب بعض العلماء من تسمية ما لم يسمه الخليل، واكتفوا بالوصف.
    - جاء من تجرَّأ وسمَّى ما لم يسمه الخليل، فقالوا عن حذف الوتد المفروق: الصَّلم.

    وقد طالعت تلك المتغيَّرات التي بقيت اليوم غُفْلا، دون تسمية، فوجدتها عِللاً رافقها زحاف الخبن بكثرة، أو أخرى رافقها الطي. وسأستعرض البحور حسب ما ذكرت لك، كما يلي:
    (1) الطويل: لم أجد تغييرا بدون تسمية.
    (2). المديد: العروض والضرب (حذف + خبن).
    (3). البسيط: من صور مخلع البسيط: العروض والضرب (خبن + قطع).
    (4). الوافر: لم أجد تغييرا بدون تسمية.
    (5). الكامل: لم أجد تغييرا بدون تسمية.
    (6). الهزج: لم أجد تغييرا بدون تسمية.
    (7). الرجز: وهو استثناء، فقد سموا (الخبن + القطع) في ضرب الرجز بالكبل.
    ( 8 ). الرمل: الضرب (خبن + حذف)، وكذلك (خبن + قصر).
    (9). السريع: في مفعولات: (الطي + كشف)، و (الطي + وقف). و(خبن + طي + كشف)
    (10). المنسرح: في مفعولات: (خبن + كشف).
    (11). الخفيف: في مستفعلن (خبن + قصر)،
    (12). المضارع: لم أجد تغييرا بدون تسمية.
    (13). المقتضب: لم أجد تغييرا بدون تسمية.
    (14). المجتث: لم أجد تغييرا بدون تسمية.
    (15). المتقارب: لم أجد تغييرا بدون تسمية.
    (16). المتدارك: ترفيل + خبن.

    فهل لأن الخبن والطي من الزحافات الحسنة الصالحة، اعتبرت أمراً طبيعيا عند ورودهما مع العلل في الأعاريض والأضرب، فتجاهلوا التسمية.
    فقد رأيت أن علماء العروض لا يتركون اجتماع علتين في ضرب ولا عروض دون تسمية، ويتجاهلون تسمية اجتماع الزحاف مع العلة في ذلك الموضعين، ما عدا تسميتهم لاجتماع الخبن والقطع، بالكبل

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة