|
مُسافِر تنْهَبُ الأيامَ رجْلاهُ |
|
|
تجري به الأرْضُ والأحْلامُ سَلْواهُ |
يمضي إلى هَدَفٍ.. والرّيحُ جامِحَةٌ |
|
|
على شِراع الأَسى امتَدَّتْ حَكاياهُ |
يلْهو بِه المَوْجُ فالشُّطْآنُ خائِنَةٌ |
|
|
والبرُّ غابُ.. وَفي النُّكْرانُ مَنْفاهُ |
لو طارَ فالجوُّ عن ريشٍ يُسائلُهُ |
|
|
والرِّيحُ تخْذلُهُ والطَّيْرُ يَأْباه |
أو حطَّ فالشوْكُ كالأسيافِ منشَحِذٌ |
|
|
والدّرْبُ مُقْفِرَةٌ.. تحصي خَطاياهُ |
ضاقتْ بهِ هذه الدُّنيا بما رَحُبَتْ |
|
|
فالرُّوحُ مُثْقَلَةٌ والصَّبْرُ أضْناهُ |
أوّاهُ من نكَدِ الدُّنيا إذا انْقلَبَ |
|
|
المِجَنُّ فالناسُ إنْسانٌ وأشْباهُ |
ستّونَ عَوْسَجةً مَرَّتْ بخَطْوَتِهِ |
|
|
وشمْسُه انكَسَفتْ واللَّيْلُ يغشاهُ |
أزرى به الدهْرُ ما لانتْ عَريكَتُهُ |
|
|
فخافَهُ الصَّلْدُ فالصوّانُ مَبْناهُ |
كيفَ السَّبيلُ إذنْ والعَسْفُ يَجْلِدُهُ |
|
|
والإفْكُ يَطْلُبُهُ والعَدْلُ ينساهُ؟ |
شقَّتْ عصاهُ شِغافَ الرَّملِ عنْ أمَلٍ |
|
|
فالصَّبْرٌ ساعِدُهُ والعَزْمُ ساقاهُ |
مُسافِرٌ زادُهُ في الدَّهْرِ منْ دَمِهِ |
|
|
ما كانَ يبقى الفَتى العَنْقاءُ لوْلاهُ |
يَسْفو الرَّمادَ بِعيْن الذئبِ منْ نَفَقٍ |
|
|
وتشعِلُ الفجْرَ بالأنوارِ عيْناهُ |
يسمو بأجنحَةٍ فوْقَ الذُّرى بِسَنا |
|
|
شمسِ الإباءِ وربُّ الشَّمْسِ يَرْعاهُ |
يا طائِرَ النُّورِ.. حلِّقْ فالضُّحى قَدَرٌ |
|
|
يُتْلى فأنْتَ الَّذي بالنّورِ تَلْقاهُ |
خيْطٌ بَخَيْطٍ.. خُيوطُ الفَجْرِ تغْزِلُها |
|
|
فالفَجرُ آتٍ.. وجُنْحُ الغَزْلِ مسْراهُ |
لا تحْرُثِ البَحْرَ إنَّ الحرْثَ في بَدَدٍ |
|
|
وازرَعْ شَقاكَ لينْمو الصَّبرُ.. والآهُ |
على دَوالِيكَ.. فالأعنابُ دانِيَةٌ |
|
|
والتينُ يضْحَكُ.. والزَّيْتونُ بُشْراهُ |
والقدْسُ تفتَحُ بالترحابِ أذرُعَها |
|
|
لِعائدِ الفجْرِ إذْ ناداهُ أقصاهُ |
والنّورُ منْ سورَةِ الإسراءِ نُبْصِرُهُ |
|
|
يغشى العيونَ ووعْدُ اللهِ مَعْناهُ |
والناسُ؟ .. للناسِ.. لا عبٌدٌ ولا أمَةٌ |
|
|
والكُلُّ للفَرْدِ والرَّحمنُ مَوْلاهُ |
والسَّبْعُ مُؤْتَلِفٌ.. في غابهِ سَكَنٌ |
|
|
والذِّئْبُ منْ رَفَثِ الأغْنامِ نُعْماهُ |