قال الله تعالى :"ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين"
فهو سبحانه الملاذ والملجأ وهو المغيث، ولا ملجأ منه تعالى إلى إليه،
يقول ابن جرير :"فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به، واتباع أمره، والعمل بطاعته"،
والفرار لا يكون إلا إلى الله تعالى ولا يكون إلى أحد من خلقه، فإن الله تعالى هو رب العالمين وهو الفعال لما يريد،
والخلق بأجمعهم لا يقدرون على شيء إلا ما شاءه الله تعالى :"وما تشاؤون إلا أن يشاء الله"،
ومن فرَّ إلى غيره لم يمتنع منه، حتى يفر الإنسان من نفسه التي بين جنبيه إلى ربه خالقه ومولاه،
فراحة الإنسان وأنسه وسعادته وأمنه واطمئنانه إنما تكون بالفرار مما سوى الله إلى الله تعالى.
فلا عز لنا ولا نصر ولا كرامة، إلا أن يكون الفرار إلى الله تعالى وحده لا شريك له، دون ما سواه من خلقه أجمعين،
اللهم اجعلنا ممن يفرون إليك.