إلـــى أيـــن تـمـضـون بِـابْـنَـةِ الــمـاءِ
أَدِيْـــبٌ عَــلَـى وِجْــدانِـهِ الـشـاعـرُ الـتَـبَس
وأشْـجـانُهُ تَـجْـثُو عَـلَـى الـنَّـبْضِ والـنَّـفَسْ
يَــسِــيْـرُ بـــأوطــانِ الـــذُّهــولِ مُــسَـرْنَـمَـاً
عَــلَــى أنَّــــهُ مــــا ذاقَ نَــوْمــاً ولا نَــعَــسْ
يُـنـادُونَـهُ.. يـــا شـاعـرَ الـحُـبِّ مــا تَــرى ؟
فــــلا طَــرْفُــهُ أوْمَــــى ولا ثَــغْــرُهُ نَــبَـسْ
يُــريــدونَ مِــنْـهُ الــيـومَ أرقَـــى قَـصِـيْـدَةٍ
عَـــنِ الــواقـعِ الـمُـحْـتَدِّ بـالـنـارِ و الـهَـوَسْ
و يـــدرونَ أنَّ الــحَـرْبَ تَـسـتـنزِفُ الـنُّـهَى
و فِــكْـرَ الأديـــبِ الـحُـرِّ بـالـقَهرِ مُـحْـتَبَسْ
إذا مـــا شَـــدا : (يـالـيـلُ) بــاتـتْ حـروفُـهُ
وُشــــاةً بــــهِ تَــسْـعَـى وأقــلامُـهُ عَــسَـسْ
*** ***
أجِـــزْ يـــا (حَـكِـيْـمي) إنَّـمـا الـشِّـعْرُ زَفْــرَةٌ
تَــهُـدُّ جِـــدارَ الـلَّـيـلِ إنْ حُـزْنُـهـا انْـبَـجَـسْ
- أرى بـــيــن ذاتـــــي و الــمَـرايـا مَــفــازَةً
كــــأنَّ الــثَّـرَى بـيـنـي وأجـفـانِـها يَـبــسْ !
*** ***
إلـــى أيـــن تـمـضـي بِـابْـنَـةِ الــمـاءِ أوجُــهٌ
رَمــادِيَّـةُ الـصَّـلصالِ يــا مِـفْـرَقَ الـغَـلَسْ؟!
ألا خَـــجَــلاً مِـــــن رَحْـــمَــةِ اللهِ لـــلــوَرَى
ومِــن رَوْضَــةٍ لـلنُّورِ فـيها الـضُّحَى غَـرَسْ
نَذُوْقُ (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ) ، نُسْقِي وُجُوْدَنا
حَــيَـاةً ، فـفـيـنا لـــم يـــزلْ لـلـهُدَى قَـبَـسْ
ومَـــنْ فـــاءَ فـالـجَـوزاءُ مِـــنْ دون شــأوِهِ
وقــد عَــرَفَ الـشِّـلْيَاقَ مَـنْ لِـلْسُّها جَـلَسْ !
ومَــــنْ يــتــركِ الــبـارودَ يـغـتـالُ شَـمْـسَـهُ
فــقـد دَمَّــرَ الإنـسـانَ ،واسـتَـمْرَأ الـدَّنَـسْ !
*** ***
(أرقُّ قــلـوبـاً ) مــالـهـا الــيــومَ صَــلْـدَةٌ ؟!
(وألْيَنُ .. ) ، ما لِلَّينِ في القَسْوَةِ انْغَمَسْ؟ْ!
لــنــا عِــــزُّ جِــيـلٍ فـــي الـمَـنـافِي مُــشَـرَّدٌ
ومـوطـنُ حُـلـمٍ ، عـنـد إيـماضِهِ ، فَـطَسْ !
كَــفَـى يـــا أحِـبّـائـي ، فَــلَـمْ يَـبـقَ مَـسْـكَنٌ
بــأرضِ (سَـبَـا) مــا أزه قـاصفٌ ، و مَـسْ !
ثـكـالى ، يـتـامى .. نِـصـفُ أطـفالِنا قَـضَوْا
ونـصـفٌ بِـكَـفِّ الــدَّاءِ مَـنْ ذا بـهمْ أحَـس !
ولا مـجـلـسٌ مِـــنْ بَـطْـشِـهِ الـسِّـلـمٌ قــائـمٌ
ولا أمــــةٌ فــــي هـامِـهـا الــعِـزُّ مُـلْـتَـمَسْ !
*** ***
هـــنــا سَــاكِــنَـاً جَــــاءَ الــــرَّوِيُّ ونــبـرتـي
تـبـوحُ بِـجَـرْسِ الـهَـمْسِ سِـيْـنِيَّةَ الـجَـرَسْ