ابْعثوها في هشيم الغدْر نارا
واكْتبوها في جبين الجبْن عارا
ضمّخوها بدمِ الأحْرار مسْكا
واسْألوها لشهيد الحقّ ثارا
ليس في الآساد فسْلٌ خائفٌ
فالْبسوا الإقْدام ثوْبا ودثارا
وادْخلوا الهيْجاء أسْدا وامْحقوا
لبني الخنْزير قدْرا واعْتبارا
إنّما القدْس لقوْمي لا لمنْ
قدْ مضوْا في التّيه يا قوْمي حيارى
أيّها الباكون دهْرا ما بكمْ
تشْربون الذّلّ ليْلا ونهارا
أيّها الأعْراب ويْحي ما بكمْ
تقْطعون العمْر صبْرا وانْتظارا
قامتِ الهيْجاء ويْلي ما بكمْ
تقْلبون الطّرْف ذلّا وانْكسارا
فدَعونا منْ خطاباتٍ فكمْ
قدْ سمعْناها طويلا ومِرارا
ويْلة الأعْراب إنْ ضاع الحمى
وذرى الأقْصى دموعا وجِمارا
ورأى الأعْداء لفّوا حوْله
وذوونا قدْ بدوْا جبْنا صغارا
حالفوا الأعداء خوْفا وغدَوْا
في وجوه الحقّ سدّا و جدارا
أيّها الأبْطال هذا يوْمنا
يرْجع الأقْصى لأهْلي والديارا
فلْتهبّوا هبّةً تفْني العدى
فيرى ما ادّعى الباغي غبارا