إعادة تأهيل.
أشار علي الطبيب بل أمرني مُلحا أن أسارع إلى مركز إعادة التأهيل لعضلة ساقي اليمنى بعدما اشتكيت له من آلام على مستوى الركبة، و حذرني في حالة تقاعسي عن العلاج قد أضطر لاستعمال كرسي متحرك بقية حياتي....
خوفا من هذا المصير ،سارعت إلى المركز ، و أخذ المشرف بعد أن اطلع على الوثائق الطبية في التدليك و تحريك ساقي و تمارين أخرى مُجهدة....بجانبي كان يتواجد من هم أكثر سوءا من حالتي و كلهم خائفون من الإعاقة المزمنة،حمدت الله و شكرته أن حالتي أحسن بكثير من هؤلاء، بعضهم كان شبه معاقا و بعضهم نصف مشلول ،...تمارينهم مؤلمة جدا و أصعب من تلك التي كنت أتلقاها.
من مركز إعادة التأهيل انطلقت متكئا على عصاي مباشرة إلى مركز البريد لإعادة تأهيل جيبي الذي خفت نشاطه منذ أيام عدة حتى كاد يضمر كعضلة ساقي .
....أثناء انتظار دوري لاستلام منحة تقاعدي جلس بعض المتسولين و المتسولات عند باب البريد ، هم قد نسوا أن لهم جيوب تحتاج إلى تأهيل ، فحمدت الله و شكرته أنني افضل منهم بكثير، هؤلاء إعاقة جيوبهم إعاقة مزمنة ولا سبيل إلى تأهيلها من جديد.
همنا عضلاتنا و جيوبنا ، نؤهل عضلاتنا لنتمكن من التنقل بين الأسواق و صرف ما في جيوبنا التي أهلناها بمنحة لا تعمر طويلا... أما تأهيل عقولنا لم ننتبه له بعد و مازلنا لم ندرك أن إعاقتها هي إعاقة للحياة كلها.