سمى بعض الصهاينة أنفاق غزة مترو غزة وبعضهم سماها سلاح غزة النووي
أرح جوادكَ من كرٍ ومن فرِّ
ودع علوجَ بني صهيونَ للحرِّ
فتىً بغزةَ تحت الأرضِ قلعتهُ
تُدعى من الرعبِ مترو غزةَ الذري
لم يدعها هكذا صهيون من عبثٍ
بل عنده فيضُ أخبارٍ عنِ الأمرٍ
فهاك وصفٌ منَ الإعلامِ مختصرٌ
أصابَ بالذعرِ كل الشارعِ العبري
ثلاثةٌ مثلما قالوا طوابقهُ
بعمق سبعين مترا داخل الصخرِ
فطابقٌ شبحُ الأشباحِ يقطنهُ
محمدُ الضيف وسواسُ العدى القهري
وطابقٌ فيهِ تخزينُ السلاحِ جرى
وطابقٌ فوقهُ للكرِّ والفرِّ
وعندَ ضيفٍ ترى السنوار قائده
يحي الملقب في الموسادِ بالصقرِ
ومركزُ الناطقِ الرسمي قربهما
أبوعبيدة بشرى الخير والنصرِ
قالوا وفيهِ ممراتٌ تحيرنا
لم ندرِ ما سرها تفضي الى البحرِ
يمتد طولا وعرضا حول مركزهِ
كنصفِ ألفٍ من الأميالِ في البرِّ
تمتد أنفاقه من أصل مركزهِ
مثل الجداول إن مدت من النهرِ
تفرعت نفقاً يمتد من نفقٍ
كالجذرِ ينبتُ مولوداً من الجذرِ
تكييفهُ مركزيٌ نحنُ نجهلهُ
والكهرباءُ بهِ تيارها يسري
قالوا وقد أوجزوا إن القطاعَ بهِ
مدينتانِ بجوفِ الأرضِ والظهرِ
باتت هواجسهم عنهُ تؤرقهم
والله غزة هذي فلتة الدهرِ
صغيرةٌ في بلادِ العُربِ كالشبرِ
عزيزةٌ في زمانِ الذلِّ والقهرِ
كوخٌ مساحتها قصرٌ مكانتها
كأنها عشُّ صقرٍ جانبَ البحرٍ
رأيت ساكنها في كل معركةٍ
كأنهُ صخرةٌ في قلعةِ الصبرِ
سبعين عاما بنو صهيونَ تقهرهم
وفي السلامِ أضاعوا الوقتَ بالمكرِ
الشرقُ يخذلهم والغربُ يقتلهم
والجار حاصرهم كالضبِّ في الجحرِ
واليوم ألهمهم ربي إذِ ادرعوا
بالأرضِ تحرسهم من دولةِ الوكرِ
قالت لهم أرضهم تحمونني زمناً
فاليوم أحميكمُ من صولةِ الشرِّ
فأصبحت مثلَ درعِ المصطفى لهمُ
وسيف حمزةَ بعد العجز والغدرِ
كأنها لهمُ أمٌّ حنونُ وهم
أجنةٌ في زوايا بطنها الصخري
أجنةٌ جننت جيشَ اليهودِ وقد
أتاهمُ غازياً يختال كالهرِّ
لما أطلوا من المترو لهُ زحفوا
إليهِ ثم رموهُ وهو لا يدري
كالأسد تزحفُ نحو الصيد هادئةً
ولاتهاجم الا ساعة الصفرِ
فجندلوهم وهم في مركباتهمُ
وفر من عاش منهم هارباً يجري
لم يتركوا أيَّ مركافا يفر بها
الى الكيانِ ولا دبابةَ النمرِ
فهل عجبتم من المترو وفكرتهِ
أم من رجاحةِ عقلٍ ملهمِ الفكرِ
لاتعجبوا إنّ ذا المترو بلا جدلٍ
قد صارأسطورةَ التاريخِ والمكرِ