لِيْ في "الطَّفيْلَةِ" صَبْوَةٌ و تَمايُلُ
كخُدودِ طِفْلٍ إنْ نَغَتْهُ أنامِلُ
أوْ هُدْبِ كاحِلَةٍ يَرِفُّ بإثْمِدٍ
قَلْبَ المــــُتيَّمِ فالقـــُلوبُ مَكاحِلُ
ما راقَ لي رَوْقٌ بِغَيْرِ رِقاقِها
وأَنا الّذي تَسْعى إِلَـيْهِ مَنازِلُ
يا دارُ مَنْ لا دارَ بعْدَهُمُ ألا
إنَّ الدِّيارَ بغيْرِكُمْ لرَواحِلُ
خَرْساءَ طافَتْ ذِكْرَياتي أَرْضَها
وَدَبِـيـبُها في النَّفْسِ مِنْهُ جَلاجِلُ
وَرَأَيْتُ بَعْضَ طُفولَتِي فَحَسَدْتُها
تَلْهو وَلا لِـهُمومِ دُنْيا حامِلُ
وَأَبي يَقولُ: "أُهَيْبُ" نِعْمَ فَتَىً، إِذَا
أُمِّي تُوَبِّخُنِي وَجُرْميَ ماثِلُ
آهٍ لِساعاتٍ بِها لَوْ تُفْـتَدى
آجالُـهُنَّ وتِبْعُهُنَّ أوَافِلُ
إنّي لَعَمْرُكِ ما نَطَقْتُ تَشَاعُـرًا
هَلْ يُكْذَبُ الدَّمُ والجُروْحُ مَراجِلُ؟!
في ذِمَّةِ اللَّهِ الْفَتى بِحَنِينِهِ
كَمْ مِنْ قَتيلٍ مِنْ بُغاهُ القاتلُ!
يا أمَّ أمّي والأُلى وأَبي أَلا
إنَّ الوِصالَ قَطوْعُ ما أنا واصِلُ
دَمْعُ العُيونِ طَوى اللِّسانَ كَأَنَّما
سَيْلٌ مَحا سَدًّا وفـيْهِ القائِلُ
جَفَّفْتُ مِنْ مَاءِ الدُّموعِ مَفارِقي
ثُمَّ ارْتَحَلْتُ وإذْ بِفِيَّ بَلابِلُ
قَدْ حَلَّقَتْ فَوْقَ الدُّجَى وَتَضَوَّعَتْ
آلامَ شَعْبٍ مِنْ عِداهُ نَوابِلُ
وَقَعَتْ رَدًى مِنْ رَمْيِهِمْ بِحُشاشَتِي
بَعْضٌ وَبَعْضٌ طارَ فيكِ يُخاتِلُ
إنْ لمْ تُجِبْ أَشْجانَها قِيْعانُها
فَالليْلُ آتٍ ما غَدَتْهُ أَصائِلُ
ما ضَرَّ أصْلَكِ فاقَةٌ بَيْنَ الوَرَى
الماءُ مَاءٌ إنْ عَلَتْهُ سَوائِلُ
هَذِي "أَدومُ" تَدومُ بـِ "السِّلْعِ" القِرى
سَلَّتْ بِها بِـ "البَابِلِيَّةِ" بابِلُ
وَ "جُذَامُ" ما جَذَمَتْ "حَميْدَةَ" مَحْمَدًا
نَسَبُ الأُباةِ تَسيحُ مِنْهُ حَمائِلُ
تارِيخُها كَجِبالِهَا كَفِعالِها
فيها عَلَتْ عَزْمَ اَلرِّجالِ قَبائِلُ
كَعُيونِها ، كَرَبــيـعِها ، وَكَخُبْزِها
فيها عَلى أرْضِ الكِرامِ دَلائِلُ
يا أهْلَ كُلِّ كَريمةٍ حَيَّيْتُكمْ
زَيتونُكُمْ والتّينُ عَنْكُمْ حافِلُ
أهْلُ الفَصاحَةِ أهْلُ نَخْوَاتِ النَّدى
بدِيارِكُمْ للْمُسْتَجيْرِ مَوائِلُ
لوْ بانَ مِنْ غَيْبِ المكارِمِ طاقَةٌ
لتَزاحَمَتْ أمَمٌ بِكُمْ ومَداخِلُ
بِحِباء قَوْمي لا تُعابُ بَراءَتي
قَلْبِي قَضَى ما كُنْتُ فِيْهِ أُجَادِلُ